عرض المرأة نفسها على الشاب المتديّن الحافظ للقرآن الذي أعجبت به

0 8

السؤال

هناك بنت جميلة، متعلمة، خريجة جامعة أجنبية، معجبة بنفسها، كلما تقدم لها شخص تظهر فيه عيوب الدنيا، وقد تقدم لها ناس كثيرون جدا لهم منزلة ومناصب، ولم تعجب بأحد، إلى أن أعجبت بشخص لم يخطر على بالها أبدا، وهو إمام المسجد الذي صلت فيه العيد، وظلت تبحث عنه على الفيس بوك، إلى أن وصلت إلى حسابه، فوجدته جراح عظام، أكبر منها بثلاث سنين، غير متزوج، وبطل ملاكمة، فانبهرت به، بالإضافة إلى أنه متدين، وحافظ للقرآن، لكنها استنتجت من منشوراته أنه يحب امرأة من طرف واحد، فماذا تفعل؟ وهل تدخل معه في الموضوع؛ لأن هذه الاستنتاجات قد تكون خاطئة؟ وهل تبدأ معه وتحاول، فمن الممكن أن يحبها، أم لا تتعب نفسها؟
وهذا أحد منشوراته على صفحته: ''إن الله ليغار على قلب عبده المؤمن إن تعلق بغيره، فيبتليه فيما تعلق به؛ حتى يجعل تعلقه به وحده"، فاللهم لا تعلق قلوبنا إلا بك يا الله.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فإننا نود أن ننبهك أولا إلى حمل تصرفات هذه الفتاة على المحمل الحسن؛ حتى يتبين خلاف ذلك؛ فلا يجوز لك اعتبار أن العجب بالنفس هو الحامل لها على رد الخطاب؛ فهذا نوع من إساءة الظن، وقد قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم {الحجرات:12}.

والذي ننصح به الفتاة المذكورة أن لا تغتر بمجرد ما عرفت من كون هذا الرجل متدينا وحافظا للقرآن، بل الأولى أن تسأل عنه من يعرفونه، وتعاملوا معه من ثقات الناس؛ لتعرف ما إن كان أهلا لتقبل به زوجا؛ فإن الشرع قد أرشد إلى اختيار صاحب الدين والخلق، روى الترمذي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه؛ فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض.

 وفي المقابل عليها ألا تلتفت إلى عبارات محتملة تستنتج منها أنه سيئ الدين والخلق؛ فالأصل حمل أمر المسلم على السلامة؛ حتى يتبين خلافها، كما بينا آنفا. وفي حكم الحب قبل الزواج تفصيل، سبق بيانه في الفتوى: 4220.

 وإن سألت عنه الثقات، وتبين لها أنه من أهل الخير والصلاح في الدين والخلق؛ فلا حرج عليها شرعا في أن تعرض عليها أمر زواجه منها؛ بشرط مراعاة الأدب الشرعي في ذلك، بحيث لا تكون خلوة، ونحوها مما يدعو للفتنة. وتراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 7682، والفتوى: 108281. وننبه هنا إلى أهمية الاستخارة، وتراجع فيها الفتوى: 19333.

 وإذا تيسر في نهاية المطاف أمر زواجه منها، فذاك، وإلا فلتسأل الله أن يرزقها الزوج الصالح.

ولتكن على حذر من الوقوع معه في علاقة عاطفية؛ فإن هذا مما حرمه الشرع الحكيم، كما هو مبين في الفتوى: 30003.

  وننبه إلى أن من المناسب الكتابة بمثل هذه المشكلات لقسم الاستشارات بموقعنا، على هذا الرابط:

    https://islamweb.net/ar/consult/

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة