من اتبع هواه وحصلت له العقوبة المذكورة في الآية، فهل تقبل توبته بعد ذلك؟

0 8

السؤال

هل من اتبع هواه، فحصلت له العقوبة المذكورة في الآية؛ لن تقبل توبته بعد ذلك؟ قال الله تعالى:(أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون) سورة الجاثية (23).

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمن تاب توبة صادقة من أي ذنب كان؛ فإن الله تعالى يتوب عليه؛ وذلك لأن الله تعالى أراد له التوبة، ووفقه إليها.

أما من عاقبه الله تعالى بأن أضله، وختم على سمعه، وقلبه، وجعل الغشاوة على بصره؛ فمثل هذا لم يرد الله تعالى هدايته، ومن ثم؛ فلا يوفق للتوبة، إلا أن يشاء الله تعالى، قال الطبري في جامع البيان في معنى قوله تعالى: وأضله الله على علم {الجاثية:23}: وخذله عن محجة الطريق، وسبيل الرشاد في سابق علمه، على علم منه بأنه لا يهتدي، ولو جاءته كل آية. اهـ.

وقال في معنى قوله: فمن يهديه من بعد الله {الجاثية:23}: فمن يوفقه لإصابة الحق، وإبصار محجة الرشد بعد إضلال الله إياه (أفلا تذكرون) أيها الناس، فتعلموا أن من فعل الله به ما وصفنا، فلن يهتدي أبدا، ولن يجد لنفسه وليا مرشدا. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات