إجبار أحد الورثة على بيع نصيبه تجنبًا لسكناه في البيت منعًا للمشاكل

0 8

السؤال

جزاكم الله خيرا على مجهودكم في هداية السائلين إلى الحق.
توفي والدي -رحمه الله- وترك لي ولإخوتي بيتا من 4 طوابق، وكل طابق يحتوي على شقة واحدة.
ونظرا لوجود مشاكل بين إخوتي وبين أخي الأكبر، وخوفا منه أن يجور على حق إخوته؛ لأنهم شاركوا في بناء البيت بنسب مختلفة، وخوفا من وجود مشاكل، قام بعمل عقود إيجار للإخوة جميعا باستثناء الأخ الأكبر؛ ليكون البيت لهم خالصا؛ ليسكنوا، ويأخذ أخي الأكبر نصيبه من البيت على شكل مبلغ مالي هو نصيبه من الإيجار، فهل هذا العمل مشروع؟ وهل على والدي -رحمه الله- تبعة في الآخرة بسبب هذا الأمر؟ وهل يجوز إجبار أخي الأكبر على بيع نصيبه في البيت، بدلا من السكن في البيت؛ لأن سكناه في البيت سوف يتسبب في وجود مشاكل عائلية؟ وكيف نحل هذا الإشكال لإبراء ذمتنا وذمة والدي -رحمه الله- في الدنيا والآخرة؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمع تعقد الأمر، وعدم وضوح الحكم الشرعي، وكون الوالد -رحمه الله- لم يحرم ابنه الأكبر من الميراث، بل جعل حقه بقدر سهمه من أجرة البيت؛ فرارا مما يخشاه من المشاكل والأضرار؛ فكل هذا يمهد عذره، ويشير لأنه لم يرد إلا خيرا، ولم يتعمد الظلم؛ فنرجو له العفو، والمغفرة.

وعلى أية حال؛ فاستغفروا الله تعالى له، وسلوا له الرحمة، والرضوان.

واجتهدوا في مصالحة أخيكم هذا على شيء تتسامحون عليه، وتحتاطون به لذمة أبيكم.

وأما مسألة إجبار الأخ على بيع نصيبه؛ تجنبا لسكناه في البيت؛ منعا للمشاكل؛ فهذا إنما يكون عن طريق القاضي.

وأما من قبل أنفسكم دون رضاه هو، فلا سبيل لكم إلى ذلك.

والذي نراه أن تصطلحوا معه، وتتوسلوا لرضاه بالبيع، بأي سبيل مشروع -كتوسيط الأقارب والوجهاء، أو الزيادة في ثمن نصيبه، ونحو ذلك-.

ويمكنكم أن تخيروه بين شراء أنصبتكم أنتم، أو بيع نصيبه هو، إن كان في ذلك منفعة للجميع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة