القدر الذي يعدّ به المرء واصلًا لأرحامه

0 11

السؤال

هل عدم زيارة الأقارب -كالأعمام، والأخوال- تعد قطيعة رحم؟ فنحن نزور بعضنا في الأفراح، والمناسبات، والأعياد، ولكننا لا نزورهم في الأيام العادية غالبا، ما دامو بخير.
وعندما يأتي اليوم الذي نزورهم فيه، يكثرون اللوم علينا، وهذا اللوم هو ما يجعلني أنقص من الزيارة. جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فالواجب صلة الرحم قدر الإمكان، والصلة تتحقق بما جرى العرف بكونه صلة -من الزيارة، وغيرها-، فمن وصل رحمه بما جرى العرف بكونه صلة، كان واصلا، قال النووي في شرح مسلم: الصلة درجات، بعضها أرفع من بعض. وأدناها ترك المهاجرة، وصلتها بالكلام -ولو بالسلام-. ويختلف ذلك باختلاف القدرة، والحاجة، فمنها واجب، ومنها مستحب، لو وصل بعض الصلة، ولم يصل غايتها، لا يسمى قاطعا، ولو قصر عما يقدر عليه، وينبغي له؛ لا يسمى واصلا. اهــ.

فلا تتعين زيارتكم أقاربكم هؤلاء لتتحقق الصلة، وقد أحسنتم بزيارتكم لهم في المناسبات.

ومهما أمكنكم زيارتهم، فافعلوا، ولا تقلوا من هذه الزيارة بسبب هذا التصرف منهم.

وإذا صعبت الزيارة، أو تعذرت؛ فلتكن الصلة بالاتصال، وتفقد الأحوال.

 ولا ينبغي لهم لومكم على عدم الإكثار من الزيارة.

والتمسوا لهم العذر في ذلك؛ فقد يكون بسبب محبتهم لكم، فقد قيل: العتاب دليل المحبة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة