عدم تمييز المرأة بين الإفرازات التي تنتابها

0 7

السؤال

تأتيني إفرازات غزيرة بعد الدورة، تكون في البداية حليبية، ثم شفافة، وتنزل بتفكر ودون تفكر، وأستغرق وقتا في تنظيفها للوضوء، ولا تزول تماما.
وإذا رأيت شيئا في منامي -حتى التحدث مع رجل في المنام-، أخاف أن تكون منيا، فهي دائما بنفس الصفة، واللون، فماذا أفعل؟ وهل علي اغتسال إذا احتلمت ووجدتها، أم يجب أن أرى سائلا أصفر؟ تعبت كثيرا، وأغتسل أحيانا، ولا أغتسل أحيانا أخرى، وهل الاحتلام هو رؤية لعلاقة كاملة؟ أنا في عذاب مستمر، وشك.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فهوني عليك -أيتها الأخت السائلة-، واعلمي أن دين الله تعالى يسر -ولله الحمد-، ولكن الإنسان ربما يضيق على نفسه، ويوقعها في الحرج؛ بسبب عدم امتثاله لأوامر الشرع بالكف عن الوساوس، والشكوك، وعدم الاسترسال معها. 

ومسألة عدم التمييز بين الإفرازات التي تنتابك، وهل هي مني، أو مذي، أو غير ذلك، قد سبق أن بينا لك الفرق بينها، وأن المني هو السائل اللزج الذي يخرج بتدفق، وشدة اندفاع عند الشهوة، ويخرج في حال اليقظة بالجماع ومقدماته أحيانا، أو بالتفكر الدائم فيما يثير الشهوة، أو النظر إليه، أو بالاستمناء، وهكذا، وقد يخرج في حال النوم، وهو ما يعرف بالاحتلام.

والمني بهذه المواصفات هو الذي يلزم منه الغسل فقط.

أما غيره مما يخرج من ذلك المحل؛ فلا يلزم منه غسل -سواء كان إفرازات مهبلية، أم مذيا، أم وديا-، وإنما يلزم من ذلك الوضوء، وغالبا ما يكون لون مني المرأة يميل للصفرة، لكن لا يلزم ذلك.

والاحتلام هو أن يرى النائم كأنه يباشر، أو يجامع، أو يرى ما يثير الشهوة. فإذا استيقظ ورأى الماء (المني) في ثيابه؛ فيجب عليه الغسل، ولو لم يذكر أنه رأى في منامه ما يثير الشهوة؛ فالعبرة بوجود أثر المني في المخرج، أو على الثياب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لأم سليم امرأة أبي طلحة عندما سألته: هل على المرأة غسل إذا هي احتلمت؟ فقال: نعم، إذا رأت الماء. رواه البخاري.

ولو شككت في الأثر هل هو مني، أو ودي، أو مذي؛ فلا يجب عليك الغسل، قال الدردير في الشرح الصغير: لو شك بين ثلاثة أمور -كمني، ومذي، وودي-؛ لم يجب الغسل؛ لأن تعلق التردد بين ثلاثة أشياء؛ يصير كل فرد من أفرادها وهما. انتهى.

فاغسلي الأثر، ولا غسل عليك. 

وخلاصة القول: إن إعادة تفصيل القول في هذه الأشياء لن يفيدك؛ بسبب الوساوس التي تنتابك حول هذا؛ فاتصلي بأحد أهل العلم مباشرة ليسمع منك، ويعطيك قولا فصلا يذهب ما في نفسك، ويعالج ما تعانين منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة