طاعة الأم في ما تأمر به عند عدم رضا الأب

0 8

السؤال

والدتي طلبت مني أن أعمل عملا هو بصفة الحرام، مثلا هذه الصفة هي: يوجد شخص طلبت والدته أن يعمل عملا دون رضا الأب، وهو عمل غير قانوني في الشريعة الإسلامية، ويقول تعالى: {قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل}، ولا مضرة علي من هذا الأمر، وإذا عصيت والدتي وهي مريضة، فيمكن أن تتوفى، أو تصاب بالمرض الذي عندها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالسؤال غير واضح لنا، فلم تبين لنا ما تأمرك به أمك، هل هو حرام محض، أو هو أمر مشتبه فيه، أو هو أمر مباح في ذاته، ولكنه يؤدي إلى غضب الوالد؟

فإن كان حراما محضا؛ فلا طاعة لأمك -أو غيرها- في فعله، ففي مسند أحمد عن ابن مسعود -رضي الله عنه-: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ... لا طاعة لمخلوق في معصية الله عز وجل.

وإذا لم يكن حراما، ولكن فيه شبهة؛ فالجمهور على وجوب طاعة الوالدين فيه، قال الغزالي -رحمه الله- في إحياء علوم الدين: أكثر العلماء على أن طاعة الأبوين واجبة في الشبهات. انتهى.

وأما إذا كان الأمر مباحا في ذاته، ولكنه مخالف لأمر الأب؛ فالواجب الجمع بين طاعة الوالدين جميعا، ما أمكن.

فإذا لم يكن الجمع بين طاعتهما؛ فالراجح تقديم طاعة الأم في هذه الحال، وراجع الفتوى: 179531.

وإذا كانت مخالفة الأم يخشى منها الضرر عليها، كزيادة مرضها؛ فحينئذ يتأكد المنع من مخالفتها، ويتأكد وجوب طاعتها في أمرها، ما دام مباحا.

وفي حال أمرت الأم بمعصية الله تعالى؛ فلا تطاع في المعصية، ولكن اجتهد في مداراتها ما استطعت، وانظر الفتوى: 429628.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة