0 424

السؤال

فوددت أن أعرف معاني هذه الألفاظ وتاريخها وحكم كل لفظ مع الاستدلال بالأدلة ومتى يجوز أن يتصف بها الشيخ ومتى لا يجوز أن يتصف بها وما هي أعلى درجات هذه الألفاظ وهي كالتالي
العالم الرباني ، الشيخ ، شيخ الإسلام ، المحدث ، الفقيه ، الإمام ، المجتهد ، الحافظ ، القاضي ، قاضي القضاة ، شيخ القراء ، المولى ، الملا ، السلفي ، القصاص ، الواعظ ، الداعية ، المفتي ، الدكتور ، الأستاذ ، المطوع ، أمير الحديث ، أمير المؤمنين ، العلامة ، الجهبذ ، الولي..... وشكرا كثير وبارك الله في حياتكم كلها

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

ففي البداية يحسن التنبيه على أن هذه المصطلحات ألفاظ استعملها الناس من تلقاء أنفسهم للدلالة على صفة معينة أو صفات، وليست تعبدية حتى يقال هل يجوز أن يوصف بها شخص معين أم لا.

كما أنها نشأت في أزمان مختلفة وبيئات متنوعة، وبالتالي، فمن المتعذر معرفة تاريخ نشأتها.

ونبدأ إن شاء الله تعالى في شرح العبارات المذكورة:

1-  الشيخ: تطلق لغة على من ظهر الشيب في رأسه، وتقدمت به السن، كما في لسان العرب، ثم أطلقت للتعظيم على كل من اتصف بالعلم والفضل.

2-    شيخ الإسلام: لقب على العالم المتمكن في مختلف العلوم الشرعية، كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.

3-    شيخ القراء: بمعنى إمامهم وقدوتهم الذي يصدرون عن قوله.

4-    الحافظ والمحدث: وهما بمعنى واحد، عند علماء الحديث، حيث تطلق على من حفظ عشرين ألف حديث، قال السيوطي رحمه الله تعالى في تدريب الراوي: وقد كان السلف يطلقون المحدث والحافظ بمعنى، كما روى أبو سعد السمعاني بسنده إلى أبي زرعة الرازي: سمعت أبا بكر بن شيبة يقول: من لم يكتب عشرين ألف حديث إملاء لم يعد صاحب حديث. انتهى.

5-    القاضي: من يتولى مهمة القضاء، والفصل بين الخصوم، وتعريف القضاء عند الفقهاء: الإخبار بالحكم الشرعي على وجه الإلزام.

6-    قاضي القضاة: أغزرهم علما وأعرفهم بمهمة القضاء.

7-    المفتي: من يمارس الإفتاء، وهو الإخبار بالحكم الشرعي لا على وجه الإلزام.

8-    الفقيه: وهو لغة العالم بالشيء، ففي لسان العرب: ورجل فقيه: عالم، وكل عالم بالشيء، فهو فقيه. انتهى، ثم صارت علما على من لديه معرفة متمكنة بالمسائل الفقهية.

9-    إمام: لها عدة معان، منها: إمام الصلاة، والعالم الذي يقتدي به الناس، وخليفة المسلمين.

10-   أستاذ: تطلق على المعلم الحاذق بطرق التربية والتعليم.

11-  العالم الرباني: هو الذي يفقه الناس في أمور دينهم، كلا حسب فهمه ومستواه، ففي صحيح البخاري: ويقال: الرباني هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره. انتهى.

12-   أمير الحديث: الماهر في علوم الحديث رواية ودراية.

13-  أمير المؤمنين: تطلق على خليفة المسلمين الذي يجمع كلمتهم، والذي انعقدت بيعته شرعا.

14-  المجتهد: هو من بلغ رتبة الاجتهاد. قال الآمدي في "أصول الأحكام": وأما المجتهد، فكل من اتصف بصفة الاجتهاد، ثم ذكر له شرطين:

الأول: معرفته بعلم العقائد.

الثاني: علمه بمدارك الأحكام الشرعية وأقسامها وطرق إثباتها ووجوه دلالتها.

15-  الداعية: التاء فيه للمبالغة، وهو كل من يدعو إلى مسألة ما، فإن دعا إلى خير، فهو داعية خير، بدليل قوله تعالى: [والله يدعو إلى دار السلام]. (يونس: 25).

وإن دعا إلى شر، فهو داعية شر، قال تعالى في شأن الشيطان: [إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير]. (فاطر: 6).

16-  علامة: صيغة مبالغة، فمن وصف بها دل ذلك على وفور علمه ورسوخه في المعرفة.

17-   سلفي: يقصد به كل من كان على نهج السلف الصالح من نهج إسلامي صحيح، والسلف الصالح يقصد بهم الصحابة الكرام وبقية القرون المزكاة.

18-  الجهبذ: تطلق على العالم الذي انتهت إليه رئاسة العلم في زمنه، وقد وصف ابن كثير في "البداية والنهاية" شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه جهبذ الوقت.

19-  الولي: كل من اتصف بالإيمان والتقوى، كما قال تعالى: [ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون) (يونس:62-63).

قال الإمام ابن كثير في تفسيره: فكل من كان تقيا كان لله وليا. انتهى.

20-  القصاص: الذي يتصدى لوعظ الناس وتذكيرهم بالأمور الأخروية. قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: القصاص: الذي يذكر الجنة والنار والتخويف. انتهى.

21-  الدكتور: لقب علمي يطلق على من حصل على شهادة الدكتوراه التي تمنح من طرف جامعة ما، لمن قام ببحث أو دراسة أو تحقيق في مجال معين.

22-  الواعظ: الوعظ النصح ، واصطلاحا: قال المناوي: الوعظ إهزاز النفس بموعود الجزاء ووعيده.

23-  الملا والمولى: كل منهما يطلق في بعض المجتمعات على العالم أو الشيخ.

24-   المطوع: يطلقها بعض المجتمعات على إمام الصلاة، أو كل من يتصف بصفات الاستقامة على شرع الله تعالى.

وبعد هذا البيان لمعاني هذه المصطلحات، ننبه الأخ السائل وأمثاله إلى أن مركز الفتوى أنشئ للإجابة على الأسئلة الشرعية التي يترتب عليها عمل ويحتاجها المسلمون، وليس مركزا للبحوث، فلا ينبغي شغله بغير ما قصد إليه، وليقتصر الإخوة السائلون على الأسئلة الفقهية حتى يتركوا المجال لإخوانهم المسلمين الذين تشغلهم أسئلة ملحة يحتاجون الإجابة عنها في عباداتهم ومعاملاتهم.

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات