لا يمكن الجزم بقبول الطاعات ولا بقبول توبة شخص معين

0 11

السؤال

منذ بداية رمضان وأنا أذنب كثيرا، ومع ذلك لا أفرط في قراءة القرآن، وقد ختمت في رمضان إلى الآن أكثر من 3 ختمات، وأقوم جزءا من الليل، وأصلي الأوقات كلها في جماعة، والتراويح في المسجد، وأحافظ على الأذكار اليومية -من تسابيح، أو استغفار، أو غيره-، وقد ضاعفت في العشر الأواخر الأذكار، وقراءة القرآن، وقيام الليل، ومع ذلك كله أفعل نفس الذنب.
أنا خائف ألا يغفر الله لي في رمضان، أو لا يعتقني من النار، خصوصا أني أذنب كل ليلة، أو كل ثلاث، وأستغفر وأتوب، لكني أكون متعبا من داخلي، وأشعر أن ربنا غاضب علي، وعملي كله سيكون هباء منثورا، فما الحل النهائي لما أنا فيه؟ جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:                             

 ففي البداية: نهنئك على ما كنت تقوم به من الأعمال الصالحة في رمضان، ونسأل الله تعالى أن يرزقك التوفيق، ويجنبك الفواحش ما ظهر منها، وما بطن.

ولا يمكن الجزم بقبول الطاعات، ولا بمغفرة الذنوب، ولا بالعتق من النار؛ فكل هذه الأمور من المغيبات، ولا يمكن الاطلاع عليها، لكن على المسلم إتقان العبادة، مع الإخلاص فيها لله تعالى، وتجنب المنكرات، ثم رجاء قبول أعماله. وراجع الفتوى: 28592.

أما الذي يذنب ثم يتوب، ثم يذنب ويتوب، ويتكرر ذلك منه؛ فإن التوبة واجبة عليه كلما أذنب، ولو تكرر ذلك.

ويمكنك أن تراجع الفتوى: 24031، فإن فيها تفصيلا جيدا لحكم التائب الذي يعود للذنب كل مرة، ثم يتوب منه.

والله سبحانه وتعالى يقبل توبة من تاب وصدق في توبته يقينا، هذا على الإجمال.

أما توبة فلان بالخصوص؛ فإنه لا سبيل إلى الجزم بقبولها؛ لعدم الجزم بتحقق شروط التوبة كما أرادها الله؛ ولذا فإن العبد يبقى بين الخوف والرجاء؛ فهو يخاف ألا يقبل الله توبته، ويرجو منه -سبحانه- القبول. وانظر شروط التوبة في الفتوى: 5450. وراجع لمزيد الفائدة عما يعين على ترك المعاصي الفتوى: 114475.

وعن خطورة المعاصي ومفاسدها، راجع الفتوى: 206275.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات