ينبغي على الولد تحبيب الشرع إلى والديه بمزيد بِرّهم والإحسان إليهم

0 7

السؤال

أمي تصلي الفروض والسنن، ولباسها محتشم، وهي من علمتني الصلاة، وجعلتني أذهب إلى لمسجد في سن صغيرة، إلا أنها -هداها الله- تعتدي على الشرع بكلامها أحيانا، وأنا أنصحها، ولكن المشكلة تكمن عندما تجبرني على فعل تصرف ينافي الشرع، فقد كنا خارج المنزل، وحان وقت صلاة المغرب، ولا توجد مساجد للنساء، فقلت لها: إنني سأصلي في الشارع في زاوية، وهم يحيطون بي؛ حتى لا يراني أحد، فاعترضت، وجذبت أختي الصغيرة من حجابها، وأمرتها أن تخلعه في الشارع، معللة ذلك بأنها لا تريد أن تراها مثلي، وأنني شوهت صورة المسلمين في نظرها، وقد وافقت على ارتداء أختي الصغيرة الحجاب بعد محاولات، فقد كانت ترى هي وأبي أنها ما زالت صغيرة على الحجاب، رغم أنها أمرت به، فقررت عدم الذهاب معها إلى أي مكان؛ حتي لا تفوتني الصلاة، لكنه سيأتي زمان أضطر فيه للخروج معها، فهل أؤجل الصلاة، أم أصر على رأيي؛ حتى لو تطور الأمر لضربي في الشارع؟ فأنا لا أعلم ماذا أفعل، فمحاربتهما شيء صعب؛ لأن والدي ضدي، وأختي الصغرى هي التي تتضرر؛ فقد منعتها من حفظ القرآن الكريم؛ حتى لا تكون مثلي، فأرجو منكم أن تنصحوني، وانصحوا أختي الصغيرة، وهل يجب علي الآن أن أصالحها؟ لأنها غاضبة، ولا تكلمني، وقالت: إنها غاضبة علي إلى يوم الدين.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فأمك على خير كثير -والحمد لله-، ولكنها تجهل كثيرا من أحكام الشرع.

والواجب تعليمها بلين، ورفق، ومناصحتها بالتي هي أحسن، وإقناعها بما ليست عالمة به من أحكام الشرع؛ وذلك بذكر فتاوى العلماء المختصين، وذكر نصوص الشرع، وأدلة الكتاب، والسنة بالحكمة، والموعظة الحسنة.

فيبين لها خطورة شأن الصلاة، وأن كونكم في الطريق لا يسوغ تأخيرها عن وقتها الضروري، وأن ذلك من أكبر الكبائر، كما في الفتوى: 130853.

وحببي إليها الشرع بمزيد برها، والإحسان إليها؛ فترى فيك نموذجا حسنا للفتاة الصالحة؛ حتى تحب أن يكون إخوتك مثلك؛ لما تقومين به من برها، وطاعتها، والإحسان إليها، وإياك ومصادمتها قدر الطاقة، بل ليني لها، وتحببي إليها، وارفقي بها للغاية.

وعليك أن تصالحيها، وتعتذري لها، إن كنت رفعت صوتك عليها، أو أتيت بما لا يجوز.

وأما الصلاة فلا بد من فعلها في وقتها.

وإن خشيت ضررا -كأن يضربوك-، أو لم تجدي مكانا تصلين فيه؛ فيمكنك الجمع بين الصلاتين؛ فإن الجمع بين الصلاتين مشتركتي الوقت، يجوز لمطلق الحاجة، عند كثير من العلماء، وانظري الفتوى: 142323.

وننصح أختك بما نصحناك به من بر أمها، والإحسان إليها.

وننصحها بأن تلتزم شرع الله تعالى، وتستقيم عليه ما وسعها؛ فإن السعادة كل السعادة في التمسك بدين الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة