الخلط بين السور دون استعاذة وبسملة

0 12

السؤال

هل يجوز القراءة من أواسط سورتين دون استعاذة أو بسملة؟ وإليكم مثالا لتوضيح مسألتي: "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم (128) فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم (129) ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون (51) قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون (52)، أي أني جمعت بين آيات من سورة التوبة وسورة يس في قراءة واحدة دون استعاذة أو بسملة. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا ينبغي للقارئ أن يخلط بين سور القرآن على النحو المذكور في السؤال؛ سواء في الصلاة أم خارجها، وقد منع الفقهاء من الخلط بين السور، واعتبروا أن من الأدب عدم الخلط بينها، جاء في كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي: وأما خلط سورة بسورة؛ فعد الحليمي تركه من الآداب؛ لما أخرجه أبو عبيد، عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر ببلال وهو يقرأ من هذه السورة، ومن هذه السورة، فقال: يا بلال، مررت بك وأنت تقرأ من هذه السورة، ومن هذه السورة، قال: خلطت الطيب بالطيب، فقال: "اقرأ السورة على وجهها -أو قال- على نحوها" مرسل صحيح، وهو عند أبي داود موصول عن أبي هريرة بدون آخره. وأخرجه أبو عبيد من وجه آخر، عن عمر مولى غفرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال: "إذا قرأت السورة، فأنفذها. وقال: حدثنا معاذ، عن ابن عون، قال: سألت ابن سيرين عن الرجل يقرأ من السورة آيتين، ثم يدعها ويأخذ في غيرها، وقال: ليتق أحدكم أن يأثم إثما كبيرا وهو لا يشعر. اهــ.

وفي البرهان للزركشي: قال البيهقي: وأحسن ما يحتج به أن يقال: إن هذا التأليف لكتاب الله مأخوذ من جهة النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذه عن جبريل؛ فالأولى بالقارئ أن يقرأه على التأليف المنقول المجتمع عليه. وقد قال ابن سيرين: تأليف الله خير من تأليفكم. ونقل القاضي أبو بكر الإجماع على عدم جواز قراءة آية آية من كل سورة. اهــ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة