ما حكم القول عند صوم عاشوراء: "يأبى الله إلا أن يتوب علينا، ونبدأ عامنا طاهرين"

0 5

السؤال

مع بداية العام الهجري تنتشر هذه العبارة، فكيف نصححها؟ فتحديد بداية العام ونهايته، كان بتشاور من الصحابة، والعبارة هي: "من حكمة الله جل وعلا أن جعل طرفي العام شهرين محرمين، فينتهي بشهر ذي الحجة، ويبتدئ بشهر المحرم؛ إشعارا للمؤمن بأن يختم عمله بالخير، ويفتتحه بالخير، فقبل أن ينتهي العام نصوم عرفة، فيغفر الله لنا، وفي بداية العام نصوم عاشوراء، فيغفر لنا"، وما حكم هذا القول: "يأبى الله إلا أن يتوب علينا، ويمن علينا سبحانه، ونبدأ عامنا طاهرين"؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فليس في العبارة المذكورة ما يحتاج إلى تصحيح، بل هو كلام حسن، فيه دعوة للخير، وحث على التقرب إلى الله، بل قد جاء هذا المعنى عن بعض كبار السلف، فذكر ابن رجب، عن الحسن أنه قال: إن الله افتتح السنة بشهر حرام، وختمها بشهر حرام، فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان، أعظم عند الله من المحرم، وكان يسمى: شهر الله الأصم. انتهى.

وقد قيل في سبب الابتداء بالمحرم: إنه لما كان الشهر الذي عزم على الهجرة فيه؛ ناسب أن يكون ابتداء السنة، قال ابن حجر: وإنما أخروه من ربيع الأول إلى المحرم؛ لأن ابتداء العزم على الهجرة كان في المحرم؛ إذ البيعة وقعت في أثناء ذي الحجة، وهي مقدمة الهجرة؛ فكان أول هلال استهل بعد البيعة، والعزم على الهجرة هلال المحرم؛ فناسب أن يجعل مبتدأ، وهذا أقوى ما وقفت عليه من مناسبة الابتداء بالمحرم. انتهى.

وبكل حال؛ فالكلام مما يبدو لنا أنه لا مانع من تداوله، وأنه قد يكون من اللطائف التي راعاها من عمل التاريخ، على أنه لا يمكن الجزم بهذا.

وأما الجملة الثانية: فإن كان مراد قائلها الجزم بحصول المغفرة؛ فلا ينبغي أن تقال، ولكن نسأل الله، وندعوه، ونرجوه أن يمن علينا، ونحسن الظن به تعالى.

وأما إن كانت قيلت على جهة الرجاء؛ فلا حرج في إطلاقها، على أننا ننبه إلى أن الذنوب التي تكفر بصوم عرفة وعاشوراء، هي الصغائر، عند جمهور العلماء، كما بينا ذلك في الفتوى: 43836.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة