كيفية تعامل الفتاة مع الأب القاسي

0 14

السؤال

أنا البنت الكبيرة في المنزل، ومتزوجة، وأعاني من تعامل الوالد القاسي، والكلام الجارح والبذيء، والشك المستمر، وطرده لي من المنزل كلما أتيت من بيت زوجي، مع أني أساهم في نفقة المنزل كلما أتيت لزيارتهم؛ لأنه ليس لدي أخ، وإنما 6 أخوات صغيرات، وليس لديهن من يعولهن غيري، وأنا ربة منزل، وليس لدي دخل غير مصروف زوجي، فكيف أتعامل معه دون الدخول في الإثم؟ وهل سكوتي من البر؟ وهل انقطاعي عنه من البر؟ وهو يردد كل مرة في أقل نقاش أنه ليس راضيا عني، فهل سأدخل النار بسبب كلمته؟ ولو ناقشته، ورددت عليه، فهل آثم على ذلك؟ وكيف أتعامل معه دون الاحتكاك به؛ لأن هذا الموضوع يؤثر على نفسيتي، وعلى أطفالي، وزوجي، ولا أستطيع التعامل معهم بصورة طبيعية.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فإن كان أبوك على ما ذكرت من القسوة، وسوء معاملتك، وشكه فيك، وغير ذلك مما ذكرت؛ فهذا أمر نستغربه؛ لما هو معلوم من كون الغالب في الوالد شفقته على أولاده، وحسن تعامله معهم، ورحمته بهم، وحرصه على ما فيه مصلحتهم، وخاصة فيما يتعلق ببناته.

ومن أهم ما نرشدك إليه:

أولا: كثرة الدعاء له، وسؤال الله تعالى أن يصلح حاله، وهو -سبحانه- قادر على أن يفعل، وقد أمر بالدعاء، ووعد بالإجابة، قال تبارك وتعالى: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين {غافر:60}.

ولمزيد الفائدة، راجعي الفتوى: 119608، وهي عن آداب الدعاء، وأسباب إجابته. 

ويمكنك أيضا الاستعانة عليه بمن ترجين أن يستجيب لكلامه من المقربين إليه، وأصدقائه.

ثانيا: أن تلتمسي سبب هذا الكره، - إن وجد فعلا - وسوء المعاملة، وأن تبحثي عما إن كان قد صدر منك تقصير في حقه، فأغضبه ذلك، أو حدث منك ما أساء فهمه، وتعملين بعد ذلك على معالجة كل سبب بما يناسبه من الاعتذار، ونحوه.

ثالثا: احرصي على البر به، وحسن التعامل معه، واجتنبي الإساءة إليه، وإن أساء إليك، فمن حق الوالد بره على كل حال، وانظري الفتوى: 299887.

ومناقشته، والحوار معه، أو نصحه؛ لا حرج فيه، ولا يكون عقوقا منك له، ما كان منضبطا بضوابط الشرع، وإن رأيت أن السكوت عنه وعدم مناقشته حال غضبه أدعى لتهدئته فلا تناقشيه.

وإن استجاب وقبل النصح، فذاك، وإلا فقد يكون التقليل من زيارته في غير أوقات الحاجة لذلك أفضل، وأقرب للحكمة، من غير أن يصل ذلك إلى حد القطيعة، جاء في كتاب الآداب الشرعية لابن مفلح: فصل من أمر الوالدين بالمعروف وينهاهما عن المنكر، وقال في رواية حنبل: إذا رأى أباه على أمر يكرهه، يعلمه بغير عنف، ولا إساءة، ولا يغلظ له في الكلام، وإلا تركه، وليس الأب كالأجنبي. اهـ.

  وما يذكره لك من عدم رضاه عنك، إن لم يكن لك دخل فيه، ولم يصدر منك ما يسخطه، فلا إثم عليك فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة