طاعة الوالد في العمل عنده مع قلة الراتب

0 11

السؤال

أنا شاب، والداي منفصلان، أعمل عند والدي في توصيل الطلبات، ولا يعطيني راتبا جيدا رغم أني متخرج، ويرفض أن أعمل في الخارج، وكلما وجدت عملا ذا راتب جيد يرفض، ولا يريد أن يقدم لي شيئا يطور مستقبلي، ولا يريد أن يزوجني، كما أنه يعلم أنه تترتب علي بعض المسؤوليات -كالإنفاق على والدتي-، وراتبي بالكاد يكفيني في المواصلات؛ لأن منزلي بعيد عن العمل؛ هل يجوز أن أزيد من ثمن التوصيل الذي حدده لي والدي، وآخذ الزيادة لي من دون علمه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فلا يجوز لك أن تزيد في أجرة التوصيل من تلقاء نفسك، ولا يحل لك الانتفاع بها دون إذن والدك؛ فإنك أجير عنده، مؤتمن، وقد قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون {الأنفال:27}.

 وننصحك بأن تتفاهم مع والدك برفق، ولين، وتبين له حاجتك إلى زيادة في الراتب، ويمكنك أن تشفع إليه ببعض المقربين عنده؛ فإن استجاب فذاك، وإلا فإن وجدت مكانا آخر للعمل فيه هو أنفع لك؛ فلا حرج عليك في الانتقال إليه.

ولا تجب عليك طاعة والدك إن أمرك بالعمل معه على وجه فيه ضرر عليك، فقد بين أهل العلم أن طاعة الوالدين لا تجب بإطلاق، وأنها تكون فيما فيه مصلحة لهما، ولا ضرر على الولد فيه، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى: 76303.

ولا تقطع صلته -والحالة هذه-، بل اعمل على بره، وكسب رضاه بكل ما هو ممكن.

 وما ذكرناه في أمر العمل نقوله في منعه إياك من الزواج بلا سبب مقبول؛ فلا طاعة له في ذلك؛ لأن هذا ليس من المعروف في شيء، والطاعة إنما تكون في المعروف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة