لا حرج في الدعاء بهذه الأدعية

0 12

السؤال

هل هذه العبارات للثناء سليمة من ناحية العقيدة، واللغة؟ أم عليها مؤاخذات...أرجو التنصيص على ما عليه مؤاخذات، وإن كانت كلمة، لكي أستبعدها، والبقية التي ليس عليها شيء، لا مشكلة في أن لا يتم التعليق عليها...
=يا عاصم من استعصمه، يا راحم من استرحمه، يا غافر من استغفره، يا ناصر من استنصره، يا حافظ من استحفظه، يا مكرم من استكرمه، يا مرشد من استرشده، يا صريخ من استصرخه، يا معين من استعانه، يا مغيث من استغاثه = يا كريم الصفح، يا عظيم المن، يا كثير الخير، يا قديم الفضل، يا دائم اللطف، يا لطيف الصنع، يا منفس الكرب، يا كاشف الضر، يا مالك الملك، يا قاضي الحق = يا من عطاؤه شريف، يا من فعله لطيف، يا من لطفه مقيم، يا من إحسانه قديم، يا من قوله حق، يا من وعده صدق، يا من عفوه فضل، يا من عذابه عدل، يا من ذكره حلو، يا من فضله عميم = يا من خلق فسوى، يا من قدر فهدى، يا من يكشف البلوى، يا من يسمع النجوى، يا من ينقذ الغرقى، يا من ينجي الهلكى، يا من يشفي المرضى، يا من أضحك، وأبكى، يا من أمات، وأحيا، يا من خلق الزوجين الذكر، والأنثى.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا نرى في هذه العبارات ما يقتضي المنع منها، أو يستدعي الحكم بحرمتها! ولكن نشير إلى فائدتين:
الأولى: أن عبارة: يا مكرم من استكرمه ـ في سياقها المذكور يقتضي أن مراد قائلها: يا مكرم من طلب كرمه ـ إلا أن هذه الصياغة لا تفيد هذا المعنى، فعبارة: استكرم الشيء ـ ليس معناها طلب كرمه، وإنما معناها طلب كونه كريما، أو وجده كريما، قال ابن منظور في لسان العرب: ‌استكرم الشيء: طلبه كريما، أو وجده كذلك. اهـ. 
ويمكن أن يحمل معنى: استكرم ـ هنا على معنى: قال يا كريم، ومن ذلك قول المتنبي:
من يعرف الشمس لا ينكر مطالعها أو يبصر الخيل لا ‌يستكرم ‌الرمكا.
قال أبو العلاء المعري في شرح ديوان المتنبي: يقال: ‌استكرم الشيء إذا قال: هو كريم، واستعظمه إذا شهد له بالعظمة. اهـ.
والثانية: أن عبارة: يا من احسانه قديم ـ وعبارة: يا قديم الفضل ـ كلاهما صحيح، لا حرج فيه، كما سبق بيانه في الفتوى: 15709.
ومع ذلك فإننا ننبه على أن الأفضل دائما هو الثناء على الله تعالى، ودعاؤه بما ورد في الكتاب، والسنة من ألفاظ، وما قارب ذلك ودار في فلكه، قال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم، والحكم: سئل ‌مالك، وسفيان عمن يقول في الدعاء: ‌يا ‌سيدي، فقالا: يقول ‌يا ‌رب. زاد ‌مالك: كما قالت الأنبياء في دعائهم. اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في قاعدة جليلة في التوسل، والوسيلة: وقد كره ‌مالك، وابن أبي عمران من أصحاب أبي حنيفة، وغيرهما، أن يقول الداعي: ‌يا ‌سيدي، ‌يا ‌سيدي! وقالوا: قل: كما قالت الأنبياء، رب، رب. اهـ.
والله أعلم. 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة