مبنى اليمين على القصد والنية

0 8

السؤال

أقسمت على عدم فعل ‏شيء، وبعدها حين بحثت في معاني الكلمات، ‏وجدت أن معناها مختلف عن نيتي.
فهل يبطل القسم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن المراد بالسؤال غير واضح.

وعلى كل حال: فإن وجود معنى للفظ المحلوف في بعض المصادر يخالف ما قصده الحالف لا يؤثر على صحة اليمين.

فمبنى اليمين على ما قصده الحالف، ونواه، ولو خالف ظاهر اللفظ، جاء في الكافي لابن قدامة: ومبنى الأيمان على النية، فمتى نوى بيمينه ما يحتمله، تعلقت يمينه بما نواه، دون ما لفظ به، سواء نوى ظاهر اللفظ، أو مجازه، مثل أن ينوي موضوع اللفظ، أو الخاص بالعام، أو العام بالخاص، أو غير ذلك؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: وإنما لكل امرئ ما نوى فتدخل فيه الأيمان ... ، وإن حلف لا يشرب له الماء من العطش، يريد قطع منته، تناولت يمينه كل ما يمتن به؛ لأن ذلك للتنبيه على ما هو أعلى منه .اهـ.

فإذا فعلت ما حلفت على عدم فعله -وفق ما نويت- فإنك تحنث، وتجب عليك كفارة اليمين المبينة في قوله تعالى: لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون {المائدة: 89}. 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة