0 136

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم قبل فترة طويلة كان هناك شخص يتعامل مع أخي بالعمل ويوجد بينهم نقود ومصالح وأخي يريد منه مالا المهم أني كونت علاقة مع هذا الشخص وفي إحدى المرات طلبت منه أربعين دينارا كهبة ولم أحدد بالتفصيل أو بصريح العبارة كهبة لكن مجمل الكلام كان بهذا المحور من طرفي المهم بالموضوع أتاني بالليل وأعطاني الأربعين دينارا لكن لاحظت عليه أنه ليس بوعيه يبدو أنه كان مخمورا لكن ليس فاقد الصواب تماما يبدو أن لسانه ثقل المهم أعطاني الأربعين دينارا وقال لي هل أخصمهم من نقود أخيك فسكت أنا فقال لي وهو يضحك خذهم هدية أو هبة مني
ومر على هذا الكلام مدة طويلة ولم نعد على علاقة مع هذا الشخص أنا أو أخي منذ سنوات الآن هل تعتبر الأربعون دينارا دين في ذمتي أم ماذا بناء على ما تقدم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالظاهر من حال الواهب هنا أنه كان وقت الهبة غير كامل الإدراك بسبب السكر، وإذا كان الأمر كذلك، فإن هبته لا تصح، قال الخرشي في شرحه لمختصر خليل: وأما هبته فلا تصح. اهـ.

وقال في "مجمع الأنهر" وهو حنفي: وشرائط صحتها في الواهب العقل والبلوغ. اهـ.

وقال في "كشاف القناع" وهو حنبلي: الهبة تمليك جائز التصرف وهو الحر المكلف الرشيد مالا معلوما منقولا أو عقارا. اهـ.
وعلى هذا يكون هذا المال على سبيل القرض، ويجب في القرض رد المثل إلى المقرض، فإن مات فإلى ورثته، فإن تعذر الوصول إليه تصدق به عنه، فإن وجده بعد ذلك خير المقرض بين أن يأخذ ماله وبين أن يرضى بالصدقة عنه، هذا على احتمال اليأس من الوصول إليه، أما إذا كان الوصول إليه ممكنا فلتذهب إليه وجوبا، ولتستوضح منه إن كان هذا المال هبة أم قرضا، وتتصرف بناء على ما يخبرك به، لأن تصرفه حال سكره غير معتبر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة