تكره زوجها وتخشى من إعلامه

0 425

السؤال

متزوجة منذ ما يقرب من خمس سنوات ولا أطيق معاشرة زوجي جنسيا ولا أشعر نحوه بأي عاطفة على الرغم من أنه طيب ولكن أشعر بألم نفسي شديد أثناء معاشرته لي وأتمنى في هذه اللحظة لو أني أموت وأحس بكره له مع العلم أني أشعره بغير ذلك ولكن لا يكلف الله نفسا إلا وسعها أشعر أحيانا أني أريد مصارحته والخلاص مما أنا فيه ولكن أخاف من الله والسؤال هل يحاسبني الله على عدم حبي لزوجي وهل يحاسبني على ما أكنه في صدري من عذاب يترجم إلي حالة من اليأس من أي فرج في الدنيا مع خوف من عدم وجود جزاء في الآخرة وأنا أتحمله بالكاد ويطلب مني مساعدة أمه ولا أستطيع من شدة الضغط النفسي الذي أتعرض له في بيتي لا أستطيع وليس عندي الرغبة في مساعدة أي أحد وبالطبع هو لا يعرف عن ظروفي هذه أي شيء ويعتقد أني لا ينقصني شيء وفي الحقيقة ينقصني كل شيء من إشباع عاطفي وإشباع جنسي أيضا حيث لا أشعر معه بأي متعة جنسية مع العلم أن لي منه ولد حملت به أول ماتزوجت والآن يطلب مني طفلا آخر ولا أشعر برغبة في أنجاب طفل آخر منه مع العلم أنه قريبي ولن يسمح أهلي بالانفصال إلا بالموت كل ما أرجوه توضيح هل يعطيني الله جزاء حسنات على تحملي ما لا طاقة لي به في الآخرة أم يعاقبني وهل سوف أكون معه في الجنة أيضا إن قدر الله لي الجنة

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يجعل لك من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا، ولتعلمي أن الله تعالى وعد الصابرين بالخير الكثير والثواب في الدنيا والآخرة، فقال تعالى: [إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب] (الزمر: 10)

وأن أكثر البيوت لم تبن على الحب والعاطفة .. ولكن على المكارمة والمصلحة والاحترام.

ولهذا جاء عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه كما في كنز العمال، كلام معناه أنه قال لامرأة: إذا كرهت إحداكن زوجها فلا تخبره، ولتجمل، فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام.

ومسألة الحب ـ وإن كان أصلها موجودا بالطبيعة عند كل شخص لكن الناس يتفاوتون فيها تفاوتهم في الأشياء الأخرى؛ كالجمال والصحة والذكاء، فلا ينبغي أن تجعل كل شيء في الحياة الزوجية.

ولهذا ننصح السائلة الكريمة أن تنمي ما لديها من حب وعاطفة تجاه زوجها وذلك بالمودة والإحسان، والحديث عن هذه الأمور، وغض الطرف عن المساوئ والسلبيات ونسيانها، ولتعلمي أن الصبر بالتصبر، ومن يتصبر يصبره الله تعالى.

وما دمت تقومين بحق زوجك فلن يعاقبك الله تعالى على مجرد عدم الحب فهذا ليس بيدك [لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ](البقرة: 286)

ومع ذلك فإذا خشيت أن يؤدي ذلك إلى نقص في دينك أو تضييع لحق زوجك فحينئذ لامانع من طلب الطلاق أو الفراق بالخلع، فقد روى البخاري أن امرأة ثابت بن قيس رضي الله عنهما أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يارسول الله، ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أتردين عليه حد يقته. قالت نعم، فقال: له النبي صلى الله عليه وسلم: اقبل الحديقة وطلقها تطليقة.

 وقال الله تعالى:[وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما](النساء:130)

ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 33408

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى