التفتيش والتتبع بعد الاستنجاء قد يؤدي إلى الوسوسة

0 385

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر الخامسة والعشرين والنصف عندما أتبول وبعد ما أقوم أشعر وكأن البول ينزل مني أو لا أعرف هل هذا بول أم مياه استنجاء ساعات أشمها لا ألاقي رائحة بول وساعات أجد رائحة بول وساعات أمسح بعد الاستنجاء وعندما أدخل للخلاء مرة أخرى أجد رائحة الحفاظ التي أضعها بها بول مع أني مسحت ولم أشعر بنزول شيء هل ما بي مجرد وسوسة سألت طبيبة وقالت لي إنه شيء طبيعي ستجدين رائحة البول ولو لم تريه وهذه حاجة طبيعية عند النساء وقالت لي إن البول إرادي ولكني متشككة فكيف أتيقن عندما أحس بنزول شيء أن ما بي هل هو بول أم لا هل اشم كل مرة مثل ما أفعل أم ماذا أم أتجاهل هذا مطلقا ولا أعيره أي اعتبار هل هذا وسواس؟ أفيدوني أفادكم الله .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يذهب عنك ما تجدينه من وسوسة، واعلمي أن مبنى العبادة على التخفيف ورفع الحرج، قال تعالى: وما جعل عليكم في الدين من حرج(الحج: من الآية78).

والمطلوب في الاستنجاء هو أن يفعل الإنسان ما يغلب على ظنه به أن مادة البول قد انقطعت كالسلت والنتر بالنسبة للرجل، وكسلت العانة بالنسبة للمرأة، قال الدسوقي: وأما في حق المرأة فإنها تضع يدها على عانتها ويقوم ذلك مقام السلت والنتر. وقال: فإذا غلب على ظنه انقطاع المادة من الذكر ترك السلت والنتر ولا يعمل على ما عنده من توهم بقاء شيء في الذكر من المادة، وما شك في خروجه بعد الاستبراء كنقطة فمعفو عنها، فإن فتش ورآها فحكم الحدث والخبث أنها تنقض الوضوء...

وقال ابن قدامة في المغني: ويستحب أن ينضح على فرجه وسراويله ليزيل الوسواس عنه، قال حنبل سألت أحمد: قلت أتوضأ وأستبرئ وأجد في نفسي أني قد أحدثت بعده، قال: إذا توضأت فاستبرئ ثم خذ كفا من ماء فرشه على فرجك ولا تلتفت إليه فإنه يذهب إن شاء الله. وقال النووي في المجموع: يستحب أن يأخذ حفنة من ماء فينضح بها فرجه، وداخل سراويله وإزاره بعد الاستنجاء دفعا للوسواس، فهذه النقول تفيد كلها أن المرء ليس مطالبا بتتبع الأوهام والوساوس.

وبناء على هذا فليس عليك أن تتبعي ما تشعرين بنزوله ، ولا أن تفتشي عنه، وإنما ترشين المحل والإزار بالماء عند الاستبراء، وذاك يكفيك، ولكنك إذا فتشت عن الموضوع ووجدت بولا فإنه ينقض الوضوء وينجس الثياب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة