السؤال
تعرضت لسب وشتم موجه إلى والدتي بغير وجه حق. ولم أكن أنا من بدأ بالسب، بل جاء ذلك من طرف فتاة لا أعرفها، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن تواصلنا من خلال تطبيق "ماسنجر".
كانت هذه الفتاة ممن يتجرن بالمحرمات عبر وسائل التواصل؛ حيث كانت تعرض صورا وفيديوهات لنفسها مقابل المال. وقد غلبتني نفسي، ووسوس لي الشيطان، فتواصلت معها. ثم قامت بسب أمي وشتمها! فهل أعد متسببا في هذا السب؟ وهل أدخل في الحديث الشريف: "من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه"، أي أن يتسبب في لعنهما؟ فهل يقع هذا السب على أمي بسببي؟ وهل أكون آثما؟ وهل يجب علي أن أعتذر لأمي وأطلب منها العفو والصفح؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى من التواصل المحرم الذي حصل بينك وبين تلك المرأة.
وإذا كنت سببت أم هذه المرأة؛ فسبت أمك؛ فقد تسببت في سب أمك، ودخلت في الحديث المذكور، ولا سيما إذا كان السب شنيعا، كالرمي بالزنا -والعياذ بالله-.
قال الطيبي -رحمه الله- في شرح المشكاة: قيل: وإنما يصير ذلك من الكبائر، إذا كان الشتم مما يوجب حدا، كما إذا شتمه بالزنا، والكفر، وقال له: أبوك زان، أو كافر، أو نحوهما. فقال في جوابه: بل أبوك كافر، أو زان.
أما إذا شتمه بما دون ذلك، بأن قال له: أبوك أحمق، أو جاهل، أو نحوهما، فلا يكون من الكبائر، أقول: ويمكن أن يقال: إنه من الكبائر مطلقا؛ لأن سبب السبب سب، فكأنه واجه أباه بأن قال له: أنت أحمق، أو جاهل. ولا شك أن هذا من الكبائر. انتهى.
وإذا كانت أمك لم تعلم بهذا السب؛ فليس عليك سوى التوبة إلى الله تعالى، وراجع الفتوى: 464392.
والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، ومن صدق التوبة أن يجتنب العبد أسباب المعصية، ويقطع الطرق الموصلة إليها، ويحذر من اتباع خطوات الشيطان.
والله أعلم.