أحوال وشروط جواز الغيبة

0 249

السؤال

أنا مدرسة ومشرفتي تستشيرني في كل شيء حيث تجد لدي الرأي الصائب والحكيم وكثيرا ما تحدثني عن تصرفات بعض المدرسات الخاطئة إما في أسلوب تدريسهن أو أخلاقهن وذلك من أجل ايجاد الحلول المناسبة والابتعاد عن المشاكل لأن بعضهن لا يحببن توجيه اتهامات لهن أو تعليمهن الصواب فهل هذه المناقشة التي أناقشها معها عن المدرسات وكلامها عنهن بهدف مصلحة التلاميذ والعمل وتفكيري لإيجاد الحلول المناسبة تعتبر من الغيبة والنميمة. أجيبوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن الغيبة والنميمة من أقبح الذنوب والمعاصي التي يرتكبها المسلم في حق أخيه المسلم، وأنهما من كبائر الذنوب أعاذنا الله منهما.

قال الله تعالى: { ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه }(الحجرات: 12)

وقال تعالى في شأن النميمة: {هماز مشاء بنميم*مناع للخير معتد أثيم} (القلم: 11 ـ 12 )

هذا هو الأصل الحرمة وسد الطريق إلى كل ما يؤدي إلى الغيبة والنميمة ...

ولكن الشرع أباحهما لغرض المصحلة ودفع الضرر، وقد ذكر أهل العلم أمثلة على ذلك كجرح المجروحين من الرواة والشهود والمؤلفين..

ومن ذلك إذا رأى شخصا يريد أن يتعامل مع أخيه المسلم بشراكة أو إجارة أو زواج فمن باب مصلحته والنصيحة له أن يبين له أن هذا الشخص لا يصلح لذلك.

وعلى ذلك.. فإن كان ما تفعله السائلة الكريمة إنما يأتي منها بقصد المصلحة والحرص على نفع الطلاب والعمل على إيجاد الحلول المناسبة فنرجو ألا يكون بذلك بأس، كما كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يذكرون عن بعض الرواة والشهود... حفاظا على الدين والمصلحة العامة، ولكن لا يجوز الاسترسال بذكر عيوب المجروح، وإنما تقتصر على ما تدعو الحاجة إليه.

ولتعريف الغيبة والنميمة.. وحكمها وأسبابها وعلاجها وما يجوز منها.. وأقوال العلماء حول هذا الموضوع نرجو من السائلة الكريمة أن تطلع على الفتوى رقم:6710.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة