السؤال
فيما يتعلق بالتعارف المطول قبل الزواج: مررت بتجربتين فاشلتين في الزواج؛ الأولى بسبب اختيار الأهل، الذي لم أقتنع به، حيث تغيرت زوجتي وطلبت الطلاق، سعيا وراء "استقلالية المرأة" بنفسها وعملها.
أما الثانية: فكانت نتيجة قراري المتسرع خوفا من الحديث المطول مع الفتاة قبل الزواج، مما أدى إلى عدم المعرفة الكافية، ووقوعي ضحية الكذب والخداع في كثير من الأمور.
في كلتا الحالتين، وقعت مشاكل كبيرة، شملت الأطفال وقضايا في المحاكم، مع اتهامات خطيرة، مما زاد من تعقيد الوضع ومستقبل أطفالي.
في الزواج الثاني، اكتشفت بعد العقد أن زوجتي كانت تكذب في تفاصيل مهمة، كالدراسة، والنظافة، والتربية، وكانت تبحث فقط عن حياة مادية مستقرة، دون اهتمام بالبيت أو الأولاد.
وبعد تعمقي في البحث والاطلاع على العلم الشرعي، وجدت أن كثيرا من الدعاة والعلماء يؤكدون أن قرار الزواج ليس قدرا مكتوبا يجبر عليه الإنسان، بل هو اختيار يتحمل مسؤوليته كاملة. لذلك، لا ينبغي أن أحمل نفسي تبعات قرار خاطئ، بل كان الواجب أن أختار بعناية وترو.
وأؤكد أنني لن أقدم على الزواج إلا بعد أن أطمئن بنفسي إلى الفتاة، فقد جربت اختيار الأهل فلم أجد نتيجة، فهم بسطاء يصدقون الظاهر دون تحقق. كما أنني لست اجتماعيا، ولا أملك معارف يعتمد عليهم، ولا أثق بترشيحات الناس، إذ يظهرون الفتاة بأفضل صورة، ولا أتمكن من التأكد بنفسي بسبب العادات والحرج والخوف من مخالفة الشرع.
كما أن العمر يمضي، وأنا الآن في سن الثالثة والأربعين، وقد مضت أربع عشرة سنة منذ طلاقي من الزوجة الأولى. وفي الزواج الثاني، نحن متفقان على أن تبقى الزوجة على ذمتي فقط من أجل رعاية طفلين صغيرين، لكننا منفصلان فعليا بسبب ما ذكرت سابقا، مما يجعلني في حاجة حقيقية وعاجلة للزواج مرة أخرى، حتى أتمكن من أداء مسؤولياتي الدنيوية والدينية، وحفظ نفسي، وإقامة حدود الله.
مع العلم أن هذا التردد ليس وليد اللحظة؛ فقد تجنبت مواقع التعارف طويلا خوفا من مخالفة الشرع، واعتمدت على الأهل والمعارف دون جدوى، حتى صار بعضهم يستهزئ بطول بحثي رغم تظاهرهم بالنصيحة، مما زاد شكوكي، وفقداني الثقة في طرقهم واختياراتهم.
ولهذا، أرى أن وسيلة التعارف المباشر، المنظم، والمطول -عبر التطبيقات المخصصة- قد تكون الحل الوحيد المتبقي، شريطة ألا أخرج عن حدود الشرع وأوامر الله.