السؤال
أعمل معلمة قرآن وإسلاميات في مجال تعليم الأعاجم، ولدي مناوبة يومية تمتد لعشر ساعات، يتخللها ساعة راحة لصلاة الظهر، والعصر، والمغرب.
أحاول ترتيب جدولي بحيث تكون ساعة الراحة موافقة لبداية وقت الصلاة مع الأذان، وغالبا ما ينجح هذا الترتيب لمدة لا تزيد عن ثلاثة أشهر، ولكن مع تغير مواقيت الصلاة، وتبدل التوقيت الرسمي في بلدي، أجد أن ساعة الراحة تأتي أحيانا بعد دخول وقت الصلاة بساعة.
وأنا أحرص على أداء الصلاة في وقتها، وأداء السنن الرواتب، وقد سبق أن غيرت نظام عملي، وقللت عدد ساعات المناوبة بشكل كبير عندما تعارض وقت العمل مع الصلاة.
أما الآن، فأرغب في العودة للعمل بجدية، فهل إذا أخرت الصلاة عن الأذان بساعة -لظروف العمل- مع نيتي الحرص على الأفضل لديني، أكون بذلك قد تركت الفضل؟
علما بأنني سأحاول، مع تغير التوقيت في بلدي، أن أعدل جدول المناوبة ليتوافق مع مواعيد الصلاة الجديدة، ولكن قد لا يمكنني تحقيق ذلك في كل الصلوات، ولا في جميع الأيام.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أداء الصلاة في أول وقتها من أحب الأعمال إلى الله تعالى، لما ورد في الصحيحين عن ابن مسعود- رضي الله عنه- أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله.
وقال الحافظ في الفتح تعليقا على هذا الحديث: فيه أن البدار إلى الصلاة في أول أوقاتها أفضل من التراخي فيها. اهـ.
فمن الأفضل في حقك أداء جميع الصلوات في أول وقتها إن أمكن ذلك، حتى لا تفوتك فضيلة أول الوقت، لكن تأخير صلاتي الظهر والعصر بساعة بعد دخول وقتهما، لا يخرجهما عن وقتهما الاختياري، فهو وإن كان خلاف الأفضل، لكنه لا حرج فيه؛ لأن المكلف مخير في أداء الصلاة في أي جزء منه -أوله ووسطه وآخره-، فلا يأثم لو أخر الصلاة إلى آخره.
أما المغرب، فكذلك على قول الجمهور القائلين بأن وقتها الاختياري يمتد إلى مغيب الشفق الأحمر، وما بين أول وقت المغرب ومغيب الشفق الأحمر يزيد على الساعة، كما سبق في الفتوى: 255709، وللمزيد تراجع الفتوى: 132584.
والخلاصة: أنه ليس عليك حرج في تأخير الصلاة عن أول وقتها الاختياري، وأنه إن كان يؤدي لأداء الصلاة بخشوع وطمأنينة وحضور قلب بسبب التفرغ لها، فقد يكون هو الأفضل.
والله أعلم.