الترهيب من إرسال إشعارات وهمية ولو على سبيل المزاح

0 2

السؤال

هناك تطبيق يرسل إشعارات وهمية، ويستخدم أحيانا في المقالب، بينما يستعمله بعض الناس في أمور أخرى، مثل إظهار إشعار وهمي من البنك بتحويل مبلغ مالي لا وجود له في الحساب أصلا. فما حكم استخدام هذا التطبيق؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمثل هذه الإشعارات الوهمية تعتبر كذبا، فلا يجوز إرسالها من باب المزاح، فالكذب كما قال الفيومي في تعريفه: هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو. اهـ من المصباح المنير.

والكذب من المحرمات بينة التحريم شرعا، قال تعالى: إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب [غافر: 28].

وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا. متفق عليه.

وجاء النهي عن الكذب في المزاح في الحديث الشريف، فعن معاوية بن حيدة القشيري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم -يقول: ويل للذي يحدث ‌فيكذب ‌ليضحك به القوم، ويل له، ويل له. أخرجه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وقال: حسن.

ويزداد الإثم إن كان في ذلك ترويع لمسلم، فعن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه، ففزع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم ‌أن ‌يروع ‌مسلما. أخرجه أحمد، وأبو داود، والترمذي. قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: إسناده صحيح.

فشرط جواز المزاح: أن يخلو من الكذب، وترويع المسلم.

جاء في بريقية محمودية شرح طريقة محمدية للخادمي: وشرط جوازه قولا أو فعلا: أن لا يكون فيه كذب، ولا روع مسلم، وإلا فيحرم. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة