السؤال
قال تعالى: ﴿وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن﴾ [الأحزاب: 53]. ما وجه الإعجاز اللغوي في استخدام كلمة متاعا بدلا من شيئا؟
قال تعالى: ﴿وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن﴾ [الأحزاب: 53]. ما وجه الإعجاز اللغوي في استخدام كلمة متاعا بدلا من شيئا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمتاع المراد في الآية هو كل ما يتمتع به من ماعون ونحوه، ويلحق به كل ما كان في معناه مما يسأله الناس.
قال القرطبي: واختلف في المتاع، فقيل: ما يتمتع به من العواري.
وقيل: فتوى.
وقيل: صحف القرآن.
والصواب: أنه عام في جميع ما يمكن أن يطلب من المواعين وسائر المرافق للدين والدنيا. اهـ.
وقال ابن عاشور: والمتاع: ما يحتاج إلى الانتفاع به، مثل عارية الأواني ونحوها، ومثل سؤال العفاة، ويلحق بذلك ما هو أولى بالحكم من سؤال عن الدين، أو عن القرآن، وقد كانوا يسألون عائشة عن مسائل الدين. انتهى.
وقد تكلمنا عن تفسير هذه الآية في الفتوى: 475906.
ولم نقف على كلام للعلماء في سر إيثار التعبير بهذه اللفظة دون غيرها، وإن كان المقطوع به أن ألفاظ القرآن العزيز أفصح الألفاظ، وأعذبها، وأوقعها في مواقعها.
والله أعلم.