السؤال
أعاني من سلس البول منذ خمس سنوات، وذلك منذ أن كنت في مرحلة التعليم المتوسط، وعند حلول وقت الصلاة كنت أغسل موضع النجاسة، ثم أتوضأ وأبدل ملابسي، وأصلي في الغرفة.
أما الآن، وبعد التحاقي بالجامعة في منطقة أخرى، فقد أصبح ذلك شاقا علي في السكن الجامعي، لأنني لست وحدي في الغرفة. لذلك أذهب لأصلي في مسجد السكن الجامعي بثيابي التي أصابها البول. فهل الأفضل أن أصلي في الغرفة بطهارة كما كنت أفعل سابقا، أم أصلي في المسجد بملابس أصابها السلس؟ وهل آثم على ترك صلاة الجماعة، مع أن المسجد يبعد خمسين مترا فقط؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمصاب بالسلس هو من لا يجد في أثناء وقت الصلاة زمنا يتسع لفعل الصلاة بطهارة صحيحة، وانظر الفتوى: 136434، فإن كنت تجد زمنا يتسع لفعل الصلاة بطهارة صحيحة ولو في أثناء الوقت، فلست صاحب سلس، فعليك أن تنتظر هذا الوقت فتستنجي، وتطهر ثيابك، وتتوضأ، وتصلي في هذا الوقت.
وأما إن كنت صاحب سلس -بالضابط الذي ذكرناه- فالواجب عليك أن تتحفظ بوضع خرقة ونحوها على الموضع، ثم تتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها، وتصلي بوضوئك الفرض وما شئت من النوافل، ولا يجزئك عند الجمهور الصلاة بثياب متنجسة، ويرى المالكية أن صاحب السلس لا يلزمه الوضوء لكل صلاة، وأن من يخرج منه النجس رغما عنه ولو مرة في اليوم، يعفى له عن تلك النجاسة، فعلى مذهبهم لا حرج عليك في أن تصلي في المسجد والحال ما ذكرت، ولا يشترط أن تتحفظ، ولا أن تصلي بثوب طاهر، وانظر تفصيل مذهب المالكية في الفتوى: 75637.
والمفتى به عندنا هو قول الجمهور، لكن يسعك العمل بقول المالكية خاصة إذا كان هو المعمول به في بلدك.
والله أعلم.