السؤال
تبرعت لمركز صحي بثلاجة عن روح والدي، وأقوم بتزويد الثلاجة بالماء يوميا (أضع كرتونتين، أي 80 كأس ماء يوميا). ولكن لاحظت إقبال الموظفين على الثلاجة بشكل كبير؛ إذ يأتي الموظف ولا يكتفي بكأس واحد، بل يأخذ اثنين أو أحيانا ثلاثة في الوقت نفسه. ولا يعلم أحد أنني أنا من أزود الثلاجة.
أريد منكم حكما شرعيا وتوجيها للموظفين بخصوص استهلاك الماء؛ لأطبعه على ورقة وألصقه على الثلاجة. وهل يصل الأجر إلى والدي، مع أن معظم الماء أصبح يستهلك من قبل الموظفين وليس المراجعين؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يتقبل منك، وأن يرحم والدك.
ثم اعلمي أن سقي الماء من أفضل الصدقات، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الصدقة أفضل؟ فقال عليه الصلاة والسلام: سقي الماء. رواه النسائي وأبو داود وابن ماجه وأحمد، وحسنه الألباني.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس صدقة أعظم أجرا من ماء. رواه البيهقي في شعب الإيمان، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب.
وهذا مطلق في كل شارب، حتى ولو كان حيوانا، ففي كل ذات كبد رطبة أجر.
فلا تحزني على شرب الموظفين من هذا الماء، فالأجر ثابت -إن شاء الله تعالى- سواء أشرب منه موظف أم مراجع.
وأما الإسراف في أخذ الماء من الثلاجة، أو أخذ ما يزيد عن الحاجة، فهذا هو المذموم، ويترتب عليه أن يحرم من الماء من قد يحتاج إليه!
وأما بخصوص الورقة المطلوبة، فيمكن أن يكتب عليها ما يفيد الاقتصاد في أخذ الماء، والنهي عن الإسراف، كقوله تعالى: وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين [الأعراف: 31].
ومثل هذه العبارة: (خذ عبوة واحدة فقط، ليجد غيرك ما يشربه).
والله أعلم.