السؤال
قمت بطلاق زوجتي طلاقا شفيها، لأنني لم أعد أحبها كما كنت في السابق، وكنا دائما في خلاف. أحسست بأنني أنفر منها ولم أعد أحتمل وجودها، علما بأنها حامل. وقد أحببت امرأة أخرى، وهي كذلك، وتتمنى أن أكون زوجا لها، لما رأت في من صفات أعجبت بها. ولكنها تقول: إذا عدت إلى زوجتي وأرجعتها، فستحزن كثيرا، لكنها تترك لي حرية القرار فيما أراه مناسبا، وأن الله سيجبر خاطرها ويرزقها بالزوج الصالح.
أشعر بأن هذه المرأة الجديدة تلبي احتياجات لم أجدها في زوجتي، وأنا في حيرة من أمري. لا مانع لدي من رد زوجتي لأجل حملها، لكني لم أعد أكن لها مشاعر الحب، بينما أكن للأخرى الحب والاهتمام، وأشعر بالارتياح والطمأنينة معها، وكأني وجدت المرأة التي أبحث عنها وأرغب في الزواج منها. فهل يعتبر هذا تخبيبا؟ وهل تسمى هذه الفتاة مخببة؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيبدو من سياق سؤالك أن هذه الزوجة مطلقة طلاقا رجعيا، وعلى هذا؛ فالظاهر -والله أعلم- أن حث هذه المرأة لك على عدم إرجاع زوجتك التي لا تزال في عدتها، وإغراءها لك بذلك، ليس ببعيد عما ورد النهي عنه في الحديث المتفق عليه من قول النبي صلى الله عليه وسلم: ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في إنائها.
وذلك لأن الرجعية لا تختلف عن الزوجة في كثير من الأحكام، فارتجاعها هو استدامة للنكاح، وليس ابتداء له، ويجوز في الإحرام، ومن المريض بخلاف ابتداء النكاح، ومما تستوي الرجعية فيه مع الزوجة: تحريم التعريض بخطبتها كالزوجة. نقل الإجماع على ذلك أهل العلم.
جاء في الشرح الكبير للشيخ أحمد الدردير على مختصر خليل المالكي عند كلام صاحب المتن على حكم التعريض للمطلقة: وأما الرجعي فيحرم التعريض فيها إجماعا؛ لأنها زوجة. انتهى.
ففي السعي في قطع هذه العلاقة بإغراء الزوج على عدم ارتجاع زوجته، إفساد لتلك العلاقة، وقطع أمل الارتجاع الذي أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى: ...لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا [الطلاق: 1]، وذلك بأن يجعل الله في قلب الزوج الرغبة في مراجعة زوجته فيراجعها.
لذلك؛ نرى أنه يجب على تلك المرأة الكف عن إغرائك بعدم ارتجاع زوجتك.
أما أنت فمهما أمكنك أن ترجع امرأتك، وتصلح الحال بينك وبينها فافعل، لا سيما وهي حامل، وليس على الحب وحده تبنى البيوت، فقد تكون هنالك مصالح تقتضي الحفاظ على الحياة الزوجية، وإبقاء كيان الأسرة متماسكا.
والله أعلم.