المرض بقدر الله والعدوى سبب يمضي الله قدره من خلاله

0 257

السؤال

تعاني زوجتي من مرض مزمن منذ سبع سنوات وكل الأهل حزنوا جدا عليها ومنذ عدة أيام فوجئت بأن نفس المرض انتقل لي عن طريق العدوى فرأيت أن لا أخبر أحدا حتى لا أطبق الحزن عليهم بمرضي، ما رأيكم أفتوني ماذا أفعل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان في إخبارك لأهلك بحقيقة مرضك إزعاج لهم، فلا تخبرهم رفقا بهم، مالم يترتب على كتمانه عنهم ضرر عليك أو عليهم، واعلم أن هذه الدنيا دار ابتلاء، ولا يسلم فيها أحد من البلاء، ولكن عظم الأجر على قدر البلاء، ونبشرك أنك إذا صبرت على ما أنت فيه أن الله يعوضك تكفيرا لخطاياك، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ما أصاب المسلم من مرض ولا وصب ولا حزن، حتى الهم يهمه إلا يكفر الله عز وجل عنه من خطاياه. رواه الإمام أحمد، وقال شعيب الأرناؤوط: صحيح لغيره.

هذا. ونريد أن ننبهك إلى أن هذا المرض إنما جاءك بقدر الله، قال تعالى: ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير {الحديد:22}، وقال سبحانه: وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال {الرعد: 11}، وقال أيضا: قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا {الأحزاب:17}.

وأما العدوى، فهي سبب يمضي الله قدره من خلاله، فالعدوى غير مؤثرة بذاتها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا عدوى ولا طيرة. رواه الطبراني في الأوسط، وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة، فاحذر أن تلمح أو تصرح لزوجتك بأن الله جعلها سببا لمرضك، فإن في ذلك تعييرا لها، ونخشى أن يكون فيه سوء أدب مع أقدار الله فضلا عن كون ذلك من سوء العشرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة