تطيع المرأة أمر زوجها في وضع الخمار ولو في بلاد الكفر

0 199

السؤال

أنا امرأة تزوجت منذ 8 سنوات عمري 26 ورزقت ثلاثة أطفال، أعمارهم 7 سنوات 5 سنوات و4 سنوات. تزوجت في لبنان فيما بعد سافرت إلى زوجي حيث يسكن في الدانمرك (أوروبا).الآن زوجي يطلب مني أن أهاجر من الدانمرك إلى لبنان بحجة تعليم الأطفال في المدارس العربية ولا ينشؤون في بلاد الكفر وهو يبقى في الدانمرك يعمل ويرسل لنا النفقات ويسافر لنا مرتين في السنة وكل عطلة صيفية للأولاد أسافر أنا إلى الدانمرك وأقضي شهرين معه، مشكلتي أني في حيرة من أمري أذهب أم أبقى مع زوجي وأولادي علما أن أولادي يذهبون مرة واحدة في الأسبوع للمدارس العربية وزوجي يعلمهم أمور الدين. أنا أهلي يعيشون في لبنان ولكن بيتي بعيد عنهم 33 كلم، وأمي تقول لي لا تبتعدي عن زوجك وتأتين لبنان وتتحملين المسؤولية وحدك وكذلك زوجي يريدني أن أضع الخمار في بلاد الكفر وأنا لا أستطيع لسبب أني لا أتحمل الثرثرة والضحك والإساءة من قبل الكفار هل أنا آثمة إن لم أضع الخمار وأني لا أسمع كلام زوجي؟ وهل سفري إلى لبنان أفضل لي من الدانمرك رغم أن زوجي سوف يبقى في الدانمرك وأهتم بالأطفال لوحدي؟؟ أرشدوني أثابكم الله.وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن نقل الأولاد عن بلاد الكفر بغية تعليمهم وتنشئتهم تنشئة إسلامية فيه من المصلحة ما لا يخفى. وإن وضع الحجاب واجب على المرأة . قال الله تعالى: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين {الأحزاب: 59}. وقال: وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن ...{النور: 31}. وإذا وضعت المرأة حجابها وحافظت على دينها وأخلاقها كانت قمينة بأن تسر بذلك وتضحك، لا أن تخجل من سخرية الكفار منها وضحكهم. ولها أن تأتسي بقول نوح ـ عليه السلام ـ لما سخر منه الكفار من قومه. كما حكى الله عنه: قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون {هود: 38}. وواجب ـ أيضا، على المرأة أن تطيع زوجها إذا أمرها بما لا إثم فيه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله تعالى لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. رواه أحمد وغيره.

وبناء على جميع ما تقدم، فإنك آثمة إذا لم تطيعي زوجك في المعروف، وآثمة إذا لم تضعي الخمار، وآثمة إذا لم تبعدي أولادك عن الكفر وتربيهم تربية صالحة، بل وآثمة أيضا إذا لم تنأي بنفسك عما وصفته بثرثرة الكفار وضحكهم من أهل الدين وإساءتهم عليهم.

والله أعلم. 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة