غصب حقوق الآدميين يعد من كبائر الذنوب

0 194

السؤال

الرجاء إفادتي في سؤالي هذا ولكم الشكرمنذ حوالي عشرين عاما قام أبي بإخراج أبناء عم لي توفي أبوهم قبل ذلك الوقت بسبع سنين قام بإخراجهممن بيت كانوا يقيمون فيه على أساس أنه يملكه وعندما خرجوا من ذلك البيت طلب مني أبي أن أسكن ذلك البيت فسكنت فيه ثم تزوجت ومع قدوم الأولاد قمت ببناء طابق ثان فوق ذلك البيت وبقيت في ذلك المنزل ولكن منذ عدة أشهر توفي عمي الذي كان يملك جزءا مجاورا لذلك البيت وكنت قد قمت بالبناء فوق هذا الجزء أيضا لأن أبي قال لي إن أخاه عمي الذي توفي كان أعطاه إياه وبعد وفاة عمي طلب مني أبي أن أطلب من ابن عمي الوارث أن يتنازل لي عن البيت المذكور وعندما طلبت منه ذلك اعتذر قائلا إنه لا يمكنه أن يتنازل لي عن ذلك البيت لأن الجزء الذي كان بيتا يسكنه أبناء عمي الذين أخرجهم أبي منه منذ عشرين عاما هو أصلا مسجل باسم عمي والد أبناء عمي الذين أخرجهم أبي منه دون علمهم أن البيت مسجل باسم أبيهم الرجاء إفادتي بماذا يتوجب أن أفعل هل أبقي الأمر سرا ولا أطلع أبناء عمي حيث أخاف أن يخرجوني من البيت بواسطة المحكمة ويطالبوني بالتعويض وأخسر الذي بنيته والذي كلفني مالا كثيرا كنت أصلا قد استقرضته وتعبت من أجل سدادهوأخاف أن يطالبوني بدفع الإيجار أو غير ذلك مما لا أقدر أن أوفيه يبدو لي أن السبب الرئيس يعود إلى أبي فهل يلحقه من ذلك شيء .....
الرجاء إفادتي بما يمكن أن أقوم به حتى أتجنب غضب أبناء عمي إذا عرفوا بالأمر وأتجنب أن يلحقني الذنب
الرجاء الرد.ولكم الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن غصب حقوق الآدميين يعد من كبائر الذنوب، وقد ورد الوعيد الشديد في ذلك، فقد روى الشيخان من حديث  سعيد بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أخذ شبرا من الأرض ظلما، فإنه يطوقه يوم القيامة من سبع أرضين.

فكيف إذا كان المغصوب بيتا مبنيا، وأصحابه قد فقدوا أباهم، وقد قال الله تعالى في شأن مال اليتيم: إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا [سورة النساء: 10].

وقال: ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا [سورة الإسراء: 34].

وعليه، فإذا كان هذا البيت ملكا حقيقة لعمك المتوفى، فإن أباك قد أخطأ خطأ كبيرا في اغتصابه من أبناء أخيه.

والواجب عليك الآن هو أن تشعرهم بالموضوع، ولا مانع من أن تصطلح معهم فيما كنت أقمته من البنيان، وإن رفضوا الصلح فلأهل العلم اختلاف فيما إذا كان الواجب نقض البنيان أم أنهم يخيرون فيه بين نقضه وبين التعويض عنه، أو أنهم يعطون قيمته على كل حال، وراجع في هذا فتوانا رقم: 28270.

واعلم أن ما ستخسره اليوم إذا علم أبناء عمك بالموضوع أهون بكثير من أن تطوق يوم القيامة هذا البيت وما معه من الأرض من سبع أرضين، وعلى والدك إن كان حيا أن يتوب إلى الله مما ارتكبه، ويطلب العفو من أبناء أخيه، وإن كان قد مات، فعليك أن تستغفر له وتطلب من أبناء أخيك أن يسامحوه ويعفوا عنه.

وأما إذا كان البيت مسجلا باسم أبيهم وهو في الحقيقة ليس ملكا له، وتحققت من ذلك، فلا مانع من أن تخفي عنهم المسألة، لأن مجرد التسجيل لا تنتقل به الملكية عن صاحبها، لكن عليك أن تسعى إلى تصحيح ذلك الوضع وتبحث عما يثبت حقيقة الأمر لأنهم لو أوصلوا القضية يوما إلى المحاكم فإنها لن تحكم إلا بما في الوثائق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة