0 292

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم أنا شاب أصلي وأصوم أحببت فتاة لدرجة كبيرة وكنا نتكلم مع بعض يوميا وتطورت العلاقة بيني وبينها حتى أني رأيتها وهي عاريه تماما وأرتمينا في أحضان بعض وتكررت هذه العلاقة أكثر من مرة ولكن الفتاة مازالت عذراء وعندما طلبت منها تصحيح هذا الوضع وأن نتزوج قالت لي أنها لا تحبني ولكنها دائما تريد أن تراني فأنا أعلم أن ذلك ذنب كبير وأريد التوبة منه وأتمنى الزواج من هذه الفتاة ليغفر لي ربي هذا الذنب مع العلم بأن أهلها موافقون على هذا الزواج فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كنت حقا جادا في إرادة التوبة فاعلم أن شرطها الأول هو الإقلاع عن المعصية نهائيا ثم الندم على ما كان منها ثم النية أن لا تعود إليها مع الإخلاص لله في ذلك.

فاقطع صلتك نهائيا بهذه الفتاة ولا تلتفت إلى رغبتها في رؤيتك دائما، فإن ذلك ذنب كبير كما ذكرت، واعلم أنك قد ارتكبت حظا من الزنا بما فعلته.

فقد قال صلى الله عليه وسلم: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما السماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه.

ومن سعة رحمة الله وفضله أن جعل التوبة تمحو كل هذه الذنوب، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار {التحريم: 8}.

وروى ابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

واعلم أن خير النساء للزوجية هي من كانت ذات دين، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك...

وعليه، فإذا رأيت أن هذه الفتاة يرجى لها أن تتوب مما كانت فيه معك وتحسن توبتها وتستقيم في دينها، فلا بأس بأن تخطبها من أهلها وتتزوجها، وإن رأيت أنها مستمرة في غيها وغير مقلعة عن ذنبها فلا خير لك فيها.

واعلم أنه لا يشترط لصحة توبتك أن تتزوجها، بل إذا تبت توبة صادقة كما وصفنا لك في أول الفتوى تاب الله عليك مهما عظم ذنبك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة