يراعى عند الزواج حال الولد في المستقبل

0 169

السؤال

أبلغ من العمر 26 عاما، ومعلم، إحدى طالباتي مصابة بمرض (حاملة للصفة الوراثية للثلاسيميا)، ومعجب بها، وفكرت بالتقدم لخطبتها.
أفيدوني بوضعي من الناحية الشرعية والصحية ومستقبل الأجيال، وأنا سليم والحمد لله. فهل أجازى إذا تزوجتها، لأنني ساعدت إنسانة لا أحد يطمح إليها؟ وهل أخفي عن أهلي مرضها، لأننا بمجتمع لا يرحم هذه الفئة؟
أنا في حيرة من أمري، ونظرتي لها ليس من ناحية الشفقة، بل الإعجاب الحقيقي للزواج إذا أراد الله، وإذا كان بالإمكان عمل تقرير عن وضعها الصحي المستقبلي.
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ندري حقيقة هذا المرض المذكور هل هو من الأمراض المعدية أو غيرها؟ وللوقوف على ذلك: ننصحك بالرجوع إلى الأطباء المتخصصين. وأيا كانت النتيجة، فالإقدام على الزواج مباح من حيث الأصل من أي مسلمة معيبة. لكن إذا أثبت الأطباء أن هذا المرض ينتقل فيما بعد إلى الأولاد أو يمنع من الإنجاب، فالأولى عدم الزواج بها، وذلك أن الإنجاب وكثرة النسل أمر مرغب فيه شرعا ومقصود طبعا، والزواج ممن لا تنجب يخل بهذا المطلب الشرعي والهدف السامي، روى أبو داود وصححه الألباني عن معقل بن يسار قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أصبت امرأة ذات حسب وجمال وإنها لا تلد أفأتزوجها؟ قال: لا، ثم أتاه الثانية فنهاه، ثم أتاه الثالثة فنهاه، فقال: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم.

وقد نص الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في الأم عند ذكر العيب في المنكوحة أن الجذام والبرص من العيوب التي يفسخ بها النكاح وعلل ذلك بانتقاله إلى الولد قائلا: والجذام والبرص فيما زعم أهل العلم بالطب يعدي، ولا تكاد نفس أحد تطيب أن يجامع من هو به، ولا نفس امرأة بذلك منه، وأما الولد فقلما يسلم فإن سلم أدرك نسله، نسأل الله العافية.

فدل هذا على مراعاة حال الولد في المستقبل، وأنه لا ينبغي السعي في أمر جعله الله تعالى سببا لمرضه أو تعيبه مثل الزواج ممن به جذام أو نحوه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة