احرصي على مساعدة ورضا والديك

0 222

السؤال

فضيلة الشيخ حفظك اللهأنا امرأة متزوجة وأم لثلاثة أطفال ومعلمة أعيش حياة مستقرة وبعد حصولي علي الوظيفة أصبح أبي يطالبني بجزء شهري من راتبي بالرغم من أنه متزوج بالزوجة الثالثة وهي سورية ووالدتي هي الأولي التي تنفق علي إخوتي السبعة من راتبها من دون أي مشاركة بالنفقة من والدي، بالإضافة لهجره لوالدتي وعدم عدله بين زوجاته وأبنائه ولا يرضى بأقل من ألف ريال شهريا، بالرغم من أنه غير محتاج لهذا المال ويعتبره من البر ويغضب لعدم إعطائه وللأسف أنه ينفق جميع راتب التقاعد على الزوجة السورية وأنا أعطي والدتي لأني أرى أنها أحق منه بذلك المال.... وسؤالي هو: هل يجب علي إعطاؤه، وهل امتناعي عن العطاء يعتبر من العقوق، أفتوني في ذلك؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دام والدك في غير حاجة إلى النفقة فلا يجب عليك شرعا إعطاؤه شيئا من راتبك أو غيره من سائر أموالك لأن نفقته لا تجب إلا في حالة فقره وحاجته إليها.

لكن مع ذلك فينبغي أن تسعي في الإحسان إلى أبيك، لقول الله تعالى: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا {النساء:36}، وقوله تعالى: وصاحبهما في الدنيا معروفا {لقمان:15}.

ولتعلمي بارك الله فيك أن رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد؛ كما في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد. رواه الترمذي، وفيه أيضا من حديث أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه.

فاحرصي بارك الله فيك على كسب رضا والديك جميعا بمساعدتهما بقدر استطاعتك كي تنالي بذلك الأجر الجزيل عند ربك سبحانه، واحذري أن يحملك تقصير والدك في واجبه نحو زوجاته أو أبنائه على التقصير في حقه الواجب من البر والإحسان، وراجعي الفتوى رقم: 50146، والفتوى رقم: 56480.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة