قبول العذر من حسن الخلق

0 270

السؤال

لي صديق أحبه في الله حصل يوما سوء تفاهم في اجتماع لموظفي الشركة وكان صديقي هو رئيس القسم الذي أنا أعمل فيه حيث كان العمل هو عبارة عن صيانة سيارات بجهاز كمبيوتر وفي هذا العمل هناك الكثير من اللقطات الفنية السرية وكان هو يخفي عني تلك الأمور وفي يوم من الأيام وفي ذلك الاجتماع قد تكلمت بصفة عامة وقلت على كل شخص يحمل معلومة يجب عليه أن يعلمها لغيره ولا يجب أن يخفيها الحقيقة ليس هو فقط ولكن الكثير مثله يخفون المعلومات خوفا من أن يكون هناك منافس وبعد الاجتماع غضب مني ولم يكلمني بعدها ذهبت إليه وإلي بيتهم ولكن قال لي لا تأتي إلي إلا بعد أن تتصل، في الحقيقة إني قد غضبت لذلك ثم حاولت أن أدخل أطرافا أخرى لرد العلاقة ولكن ما زال لا يريد أن يعفو عني بزعمه إني قد أسأت إليه وكنت كلما أحاول أن آتي بطرف محايد كان يزداد غضبا ويقول لقد قال لكل الناس أننا متخاصمان، وأخيرا وعندما جاء موعد سفره سلم على جميع موظفي الشركة ولم يسلم علي وعندما خرج من الشركة اتصلت به فرد لأنه لم يعرف الرقم فقلت له طريق السلامة فقال بعدما عرف صوتي (اوه اوه) وقفل الخط للعلم هو الذي استطاع أن يدخلني معه إلى الشركة وساعدني على العمل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسن صديقك إليك حينما ساعدك على إيجاد عمل تتكسب منه، ونسأل الله تعالى له أحسن الجزاء على ذلك، وقد ثبت في صحيح مسلم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدينا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.

وقد أحسنت أنت أيضا عندما بادرت إليه بالاعتذار بغض النظر عن كونك أخطأت أو لم تخطئ، فهذا دليل الإنصاف، فإن الشيطان حريص على إيقاع العداوة والبغضاء بين المسلمين، قال صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم. رواه مسلم.

وما دمت قد اعتذرت لصديقك، فقد أديت ما عليك، ففي الصحيحين من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.

وننصحك بأن تبذل المستطاع من الأسباب لوصل ما انقطع بينك وبين صديقك، ومن ذلك أن تسأل الله في دعائك أن يفتح بين قلبيكما بالحق، ومن ذلك أيضا أن تدخل أحد الإخوة الثقات الحريصين، فيصلح بينكما، ونذكر صاحبك بجزاء العافين عن الناس كقوله تعالى: فمن عفا وأصلح فأجره على الله {الشروى: 40}.

وقوله: وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم {النور: 22}.

ونحذره كذلك من مغبة التقاطع والتهاجر، فقد قال صلى الله عليه وسلم: تفتح أبواب الجنة كل يوم اثنين وخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلى من بينه وبين أخيه شحناء، فيقال انظروا هذين حتى يصطلحا. رواه مسلم.

فإن لم تجد معه محاولات الصلح فلا عليك، إذ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وراجع الفتوى رقم: 22278.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة