تقديم الزفير على الشهيق في سورة هود

0 296

السؤال

يقول الله تعالى في سورة هود: فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق. فما الحكمة في ذكر الزفير ثم الشهيق، مع أن الإنسان يأخذ الشهيق ثم الزفير، نرجو الإفادة من سيادتكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الواو لا تقتضي الترتيب في اللغة العربية عند جمهور النحويين، ويدل لهذا قوله تعالى إخبارا عن المشركين أنهم قالوا: وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر {الجاثية:24}، ومن المعلوم أن الكفار لم يكونوا مقرين بالحياة بعد الموت، ثم إن الظاهر من كلام أئمة السلف يفيد أن المناسب في الأسلوب هو تقديم الزفير على الشهيق، فقد روي عن ابن عباس أنه قال فيها: الزفير في الحلق والشهيق في الصدر. ومن المعلوم أن الحلق قبل الصدر.

وقد ذكر الألوسي في روح المعاني أنه قال أهل اللغة من الكوفية والبصرية: الزفير بمنزلة ابتداء صوت الحمار والشهيق بمنزلة آخر نهيقه. وقد احتج هو وأبو السعود لهذا بقول الشماخ في حمار وحشي:

بعيد مدى التطريب أول صوته   * زفير ويتلوه شهيق محشرج

ومن المعلوم أن تقديم الأول على الآخر مناسب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات