تحمل الشهادة وأداؤها.. رؤية شرعية

0 238

السؤال

إذا شاهدت موقفا فيه ظلم هل تجب علي الشهادة بالحق حتى وإذا لم يطلب مني أحد وإذا كانت الشهادة تغضب أحد الأشخاص وبالأخص أمي هل السكوت عن هذه الشهادة ظلم والظلم ظلمات يوم القيامة أم ماذا أفعل

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فتحمل الشهادة وأداؤها فرض كفاية بحيث لو تحملها من يفي بالغرض سقط الإثم عن الآخرين وإلا أثموا جميعا، وكذا لو تحملها جماعة وأداها من يفي بالغرض سقط الإثم عن الباقين وإلا أثموا جميعا؛ إلا إذا طلبها من معينين منهم فإنها تتعين عليهم، فإن أبوا لزم الباقين إذا طلبت منهم، وأما إذا لم تطلب فلا يجب عليهم أن يبادروا بها، قال ابن حجر رحمه الله في التحفة :إذا لم يطلب فلا يلزمه الأداء.

إلا إذا كان صاحب الحق لا يعلم بأن له شهادة عندهم فتندب المبادرة بها قبل الطلب؛ لما رواه مسلم عن زيد بن خالد الجهني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا أخبركم بخير الشهداء؟ الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها. وأما إذا كان صاحب الحق يعلم بهم فإنه لا ينبغي لهم أن يبادروا بها قبل أن تطلب منهم؛ لما رواه مسلم أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم، والله أعلم أذكر الثالث أم لا، قال: ثم يخلف قوم يحبون السمانة يشهدون قبل أن يستشهدوا .

وعليه.. فإن طلبت منك الشهادة وتعينت عليك وجبت عليك ولا يجوز لك أن تتركها لكره أمك لذلك لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وقد قال تعالى: ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا { البقرة: 282 } وقال سبحانه
وأقيموا الشهادة لله { الطلاق: 2 } قال الإمام الشافعي في الأم : والذي أحفظ عن كل من سمعت منه من أهل العلم في هذه الآيات أنه في الشاهد وقد لزمته الشهادة ، وأن فرضا عليه أن يقوم بها على والديه وولده والقريب والبعيد وللبغيض القريب والبعيد ، ولا يكتم عن أحد ، ولا يحابي بها ، ولا يمنعها أحدا . ويدل على هذا قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبير {النساء: 135 } .

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة