رضى الأم عن ولدها قبل موتها

0 299

السؤال

توفي والدي وكنت العائل الوحيد لإخوتي وكنت أحب والدتي كثيرا حتى أنني لا أدخن السجارة أمامها وذهبت معي إلى الحج وسافرت بها إلى الخارج للعلاج وهي راضية عني إلى أبعد الحدود وحججت عن والدى وعند الأيام الأخيرة من عمر الوالدة رحمها الله كنت في يوم معصب ودار حديث بيننا وصرخت في وجهها وتألمت رحمها الله لهذا التصرف وأخذت بكل الطرق والتوسل حتى أنسيها ذلك التصرف إلا أن في نفسي أعتقد أنها غير راضية ومرضت بعد أيام وكانت علامات الفراق ولم أعرف تلك العلامات ونقلتها إلى المستشفى وهناك سحبتني وضمتني إلى صدرها وقلت لها لا تخافي أيام معدودة في المستشفي ونرجعك إلى البيت ولكن عندما أتيت في الصباح الباكر لزيارتها وجدتها رحمها الله قد انتقلت إلى جوار ربها ومن ذلك الوقت وأنا أتألم وأحاول أنسى ذلك الموقف ولكن لم أستطع وأقوم بالدعاء لها في كل صلاة بالمغفرة وأن يسامحها الله وأزور قبرها كل يوم جمعة إن أمكنني ربي وأتوسل إليها بأن تسامحني وأتصدق وأسمي تلك الصدقة باسمها واسم والدى رحمهما الله وباسم جميع المسلمين وغير ذلك من أعمال الخير راجيا من الله أن يغفر لي تلك الخطيئة ولكن الحسرة والألم لا زالا يلازماني بالله عليكم استسمحوا لي بأن ألتجئ إلى الله وإليكم ماذا أفعل حتى ترضى عني رحمها الله حتى أنني أخشى أن أسمع كلمة ربي قائلها (فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما) صدق العظيم الجليل وغفر الله لي ولكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يرحم والدتك وأن يقبل توبتك، هذا وإن الذي نظنه أن أمك قد ماتت راضية عنك، فقد رأت مدى ألمك وندمك على خطئك في حقها، ورأت بذلك لغاية الجهد في إرضائها، ثم إنها ليلة موتها قد ضمتك إلى صدرها، كل ذلك قرائن تدل على أنها قد سامحتك فثق بالله وأحسن الظن بربك.

وانظر بعض رسائل بر الوالدين بعد موتهما في الفتوى رقم: 33828.

هذا، واعلم أن شرب الدخان حرام، والواجب عليك التوبة والإقلاع عنه، وانظر الفتوى رقم: 1819.

واعلم كذلك أنه لا يجوز أن تقول في سؤالك: ألتجيء إلى الله وإليكم. وانظر الفتوى رقم: 10578.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة