تفسير قوله تعالى(وإذا أردنا أن نهلك قرية..)

0 278

السؤال

الحقيقة هناك عدم فهم للآية الكريمة التالية {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا}[الإسراء16]. حيث إن ربنا جل وعلا لا يأمر بالفساد والفسوق، فكيف يكون قد أمر المترفين؟أرجو المساعدة والشرح.. والحمد الله.. ولكم جزيل الشكر

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأمر الذي ورد في الآية الكريمة هو أمر بالطاعة وليس أمرا بالفسوق والفساد، كما قال أهل التفسير: قال ابن كثير في تفسيره: وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا. (الآية) قيل معناه: أمرناهم بالطاعة فخالفوا فدمرناهم ...

وفي أحكام القرآن للجصاص: قوله تعالى: وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها. قال سعيد: أمروا بالطاعة فعصوا...

وقد دلت على هذا آيات كثيرة. قال الله تعالى: وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون * ذكرى وما كنا ظالمين {الشعراء:208، 209} . وقال: فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون {يونس:47}.

قال ابن عاشور في التحرير والتنوير: ودلت الآية على أن الله لا يؤاخذ الناس إلا بعد أن يرشدهم رحمة منه لهم. وهي دليل بين على انتفاء مؤاخذة أحد ما لم تبلغه دعوة رسول من الله إلى قومه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات