مقابلة السيئة بالسيئة والعفو عن المسيء

0 184

السؤال

تحيه وبعد...
إشارة إلى الفتوى رقم 71247 وأنا أعيد لكم السؤال للمرة الرابعة وسوف أعطيكم أمثلة على السؤال، هل الإسلام دين محبة وسلام حيث أشرتم في الفتوى 71247 إلى قول الله تعالى: (وجزاء سيئة سيئة مثلها) . الشورى 40، أما الديانة المسيحية فتقول قابل الإساءة بحسنة (لاتقاوموا الشرير بل من لطمك على خدك الأيمن فأعرض له الآخر ) متى 5/38-48؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أن الإسلام هو دين المحبة والإخاء والرحمة والمغفرة، كما بينا ذلك من قبل، وهو مع ذلك دين العدالة والإنصاف، فإذا حصل للمسلم أذى من أخيه، فقد بين سبحانه وتعالى أنه يجوز له الرد عليه بالمثل، ولكن الأولى به أن يعفو ويصفح ويغفر، قال الله تعالى: وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين {الشورى:40}، وقال الله تعالى:  فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم {البقرة:194}، وقال الله تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم* وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم {فصلت:35}.

ولا نظن أن عاقلا يمكن أن يظن أن فيما ذكر شيئا من النقص أو عدم الحكمة، وذلك لأن الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله تعالى للناس جميعا، ولا يقبل من الناس دينا سواه، قال الله تعالى: إن الدين عند الله الإسلام {آل عمران:19}، وقال تعالى: ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين {آل عمران:85}، فندعوك -إذا- إلى اعتقاد هذه المعاني السامية، والنظر بحكمة وعقلانية، لتهتدي إلى الصواب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة