مسائل في قضاء الصوم والصلاة عمن مات مريضا

0 296

السؤال

جزاكم الله عنا وعن المسلمين كل خير.سيدي منذ 6 أشهر مرضت أختي بمرض لم يعرف الأطباء تشخيصه وخلال هذه المدة تغيرت تصرفات أختي كثيرا أصبحت تتكلم طوال الوقت و كلامها هو أنها لا تريد البقاء في المستشفى و تريد العودة إلى البيت و أنها سئمت من البقاء هناك رغم أن حالتها تدهورت كثيرا خلال 6 أشهر الماضية كما أنها كانت تقول دائما خلال مرضها أنها ستموت و أنها خائفة لأنها لم تفعل الشيء الكثير للأخرة رغم أنها فتاة متدينة ومحبوبة من الجميع لا تجرح أحدا بكلامها و تنصح إلى الخير وإلى طاعة الله ولا تشاهد الا البرامج الدينية ، جدا طيبة ومتسامحة تصلي. ومحجبة طبعا.خلال 6 أشهر الماضية تغيرت تصرفاتها وذلك رغما عنها لأن مرضها كان متعلقا بالجهاز العصبي لكن الأطباء لم يستطيعوا تشخيصه بالضبط رغم كل المحاولات بالتحاليل و الأشعة.أصبحت لا تقدر على المشي جيدا يدها و رجلها اليسرى أصبحتا بطيئتين في الحركة مع مشكلة في البصر و النسيان حيث أنها تفعل أشياء و تقول أنها لم تقم بفعلها.إضافة إلى تغير التصرفات و كأنها ليست أختي التي أعرفها أصبحت دائمة البكاء كما أنها في بعض الأحيان كانت تتلفظ بكلام قبيح و هذا ما أكد لنا فعلا أنها في غير وعيها وأنها تحت تأثير المرض لأنها ومنذ أن كانت طفلة لا تتلفظ إلا بالكلام الطيب عموما يا سيدي أختي ذات أخلاق عالية و حتى وإن زلت يوما أو فعلت شيئا سيئا تعود إلى الله وتستغفره وتندم على ما فعلت وكلنا نخطىء. خلال هذه المدة التي قضتها بالمشفى كنت أبيت معها هناك وأساعدها لأنها مستحيل أن تبقى لوحدها هناك.خلال المرض دائما تذكر الله تقرأ القرآن لكنها كانت تسرح أحيانا عنه رغم أنها قبل مرضها كانت عندما تمسك القرآن لا تتلفت يمينا ولا يسارا من تركيزها فيه.كما أنها لم تصم عشرين يوما من رمضان الذي ولى بسبب المرض.خلال مدة المرض التي دامت 6 أشهر كانت احيانا تصلي وأحيانا لا و ذلك لأن أختي لم تكن في كامل وعيها لأنها لم تترك صلاة واحدة قبل مرضها كما أنها قبل مرضها كانت تشدد علينا عدم ترك الصلاة لأنها عماد الدين إضافة إلى النسيان وعدم قدرتها على الوقوف إلا إذا تمسكت بي جيدا وظلت على هذا الحال حتى وفاتها يرحمها الله يوم01/03/2006 وقد بدأها المرض في أكتوبر 2005.سؤالي يا سيدي هو هل ستحاسب على الصلاة رغم كل ما ذكرته لكم.و هل يجب علينا قضاء ما أفطرته هي في رمضان واحتساب هذا الصيام لها.كنت أحيانا أصرخ في وجهها و أعاملها بقسوة بسبب صراخها المستمر وبكائها فكنت أفقد أعصابي لكني أعود وأطلب السماح منها رغم تأكدي من أن كل ما تفعله فهو رغما عنها أنا الآن نادمة كثيرا أبكي كثيرا وأتذكرها في كل لحظة لكني أنا أيضا تعرضت لكثير من الضغوط خلال تواجدي معها بالمشفى بسبب تدهور حالتها يوما بعد يوم هل ستسامحني مع أني كنت أحب الناس لها وماذا يمكنني فعله لها الآن ويصل ثوابه اليها باذن الله.في اليوم الذي توفيت فيه لم تظهر عليها أي أعراض بالموت أيقظتها كالعادة صباحا قبل مجيء الأطباء ذهبت بها للمشي قليلا فلم تستطع إكمال طريق العودة الى الغرفة فسقطت مني في منتصف الطريق حيث أحضر الممرض الكرسي المتحرك لنقلها الى غرفتها هناك أصبحت بشرتها صفراء وشفتاها زرقاوتين قالت لي إنها ستموت رغم أنها منذ أن مرضت كانت تقول لنا إنها سوف تموت فلم نكن نبالي بذلك. فقلت لها قولي ''لا إله إلا الله'' فقالت ''لا إله إلا الله محمد رسول الله'' فذهبت لاستعجال الطبيب و عندما أتى أخذت الى الانعاش ولم تمض إلا دقائق حتى أخبروني أنها قد توفيت.هناك حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم''من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة''فهل هذه بشرى خير بالنسبة لأختي. وما جزاء أبي وأمي على صبرهما على وفاة أختي يرحمها الله.أرجوك يا سيدي أن تجيبني على كل أسئلتي أنتظر إجاباتكم على أحر من الجمر وجزاكم الله عنا كل الخير في الدنيا و الأخرة. شكرا كثيرا سيدي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله الرحمة للمتوفاة, ونسأله لكم الصبر والمثوبة. وأما ما حصل من ترك المتوفاة للصلاة أحيانا فإن كان بسبب فقدها لوعيها فلا إثم عليها في ذلك وليس عليها ولا عليكم قضاء الصلاة, لأن القلم مرفوع عنها؛ كما قال النووي, وكما قدمنا في الفتوى رقم : 20350 ، والفتوى رقم: 24558 ، والفتوى رقم :48664 .

وأما نطقها بالشهادة عند الموت فهو دليل على حسن الخاتمة ففي حديث الحاكم : من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة .

وأما الصوم عنها فإن كانت قبل أن يحين رمضان الموالي بالقدر الذي يمكنها فيه القضاء فلا شيء عليها وبالتالي فلا تقضوا عنها, وكذلك إذا كانت لم تتمكن من القضاء بسبب المرض فإنه معفو عنها ، وأما إن تمكنت من القضاء ولم تقض حتى جاء رمضان الموالي فإنه يشرع لكم القضاء عنها على الراجح.

ويشرع لكم التصدق عنها والدعاء لها والحج عنها . وراجعي الفتاوى التالية أرقامها : 20771 /31112 /69795 /72789 .

وأما صراخك في وجهها فإن كنت استسمحتها كما ذكرت وسمحت لك فنرجو أن يعفو الله عنك, وأكثري من الاستغفار والأعمال الصالحة, فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله  غفور رحيم.

وراجعي في جزاء الوالدين عند صبرهما على فقد الولد الفتوى رقم : 59259  ، والفتوى رقم:14321 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة