رفض المرأة الزواج ممن ترفض أمه زواجه

0 275

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم تقدم إلي شخص للزواج بي وهو شخص متدين جدا حيث إنه حافظ للقرآن كاملا كما أنه دارس للقراءات العشر هذا بالإضافة إلى دراسته اللغة الإنجليزية وقد جاء لرؤيتى وأبدى موافقته بل وارتياحه للارتباط بي ثم جاء مرة ثانية مع والدته لترانى ولكن لم ترتح أمي لها وفعلا لم يحضروا مرة أخرى واعتبرنا أن الموضوع انتهى وتوقعنا أن تكون والدته قد أثرت عليه للرفض بالرغم من موافقته قبل ذلك ولكن بعد مرور أكثر من شهرين رجع مرة أخرى وفى هذه المرة قمنا بسؤال أحد زملائه في العمل حيث لم نكن قد سألنا عليه وهذا الزميل موثوق برأيه كما أنه في مقام أستاذه فقال عنه أطيب الكلام ولكنه قال إن عيبه الوحيد هو والدته أي أنه لا يجرؤعلى اتخاذ أي قرار بمفرده ولابد له من الرجوع إلى والدته، وعلى هذا قمنا برفضه ثم علمنا بعد ذلك أن والده يعمل سائق أوتوبيس لإحدى المصالح الحكومية وعندما علمت والدتى بذلك حمدت الله أننا قد رفضناه لأنه لا يليق أن أتزوج بشخص والده يعمل سائقا بالرغم من أننا من عائلة عادية ولكن أمي تقول أن سبب الرفض والدته، وأنا ياشيخ أحس بالذنب بسبب أنه قد تقدم لي هذا الشاب وهو ممن نرضى بدينه وخلقه كما قال الرسول الكريم ولكني في نفس الوقت خائفة من والدته أن تتحكم في حياتنا فيما بعد. فهل لى ياشيخ أن أرفضه بسبب والدته بالرغم من أخلاقه العالية وتدينه الشديد واتباعه سنة الرسول في حياته ولقد أقرت أمى بذلك مع العلم أني قمت بعمل استخارة ولم يتضح لي شيء سواء كان خيرا أوشرا. أرجو أن ترشدوني إلى ما فيه الخير وإلى ما فيه طاعة الله ورسوله.ولكم مني جزيل الشكروالعرفان.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ريب أن من أهم ما ينبغي أن يكون محل نظر المرأة ممن يتقدم لخطبتها دينه وخلقه، روى الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض . وإن من أهم مقاصد الإسلام في تشريع الزواج تحقيق الاستقرار النفسي للأسرة المسلمة، وبما أن هذا الرجل ترفض أمه زواجه منك فلا حرج عليك في رفضك الزواج منه ومثل هذا الزواج الذي يتم بلا موافقة من الأم يغلب أن يكون عرضة لحدوث شيء من النكد، وقد يكون عرضة للفشل، مع العلم أنه لا يجوز لهذا الرجل الزواج منك إلا برضى أمه لأن طاعته لها  في المعروف واجبة عليه، وأما الأمر الوارد في الحديث المذكور سابقا فليس للوجوب، قال المناوي في كتابه فيض القدير عند شرحه لهذا الحديث: فزوجوه إياها وفي رواية فأنكحوه أي ندبا مؤكدا اهـــ ، وننبه إلى أن كون مهنة والد هذا الرجل سائقا أو نحو ذلك ليس بمسوغ شرعا لرفض الزواج منه , وعلى كل حال فالذي نوصيك به هو دعاء الله تعالى أن يقدر لك ما فيه الخير، وعليك أن تستخيري الله تعالى وأنت مفوضة أمرك إليه سبحانه، ثم عليك بعد ذلك أن ترضي بما قدر لك فإن الخير كله في ذلك . 

والله أعلم. 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة