التحذير من القنوات الفضائية التي تعنى بالسحر

0 242

السؤال

أريد أن أبلغكم عن قنوات فضائية مباشرة تبثها دول عربية ودولة خليجية، وستتبعها الدول الأخرى، حيث إنها تبث قنوات خاصة على (نايل سات – وعرب سات)، أي في كل بيت محطة مجانية غير مشفرة للسحر والكهنة والشعوذة وتعليم الطلاسم، وذلك بتقديم سحرة يقومون بالإجابة على الاتصالات المباشرة التي يتم الاتصال بها عن طريق شركاتنا للاتصال، يشكون المتصلين لهذا الساحر، ومن ثم يرسم لهم الطلاسم، ويعرضها على الشاشة ليكتبوها، ويعلمهم أين يضعونها، وكيف يحرقونها.
وهذا الساحر يدعي علم الغيب، من علم الرزق، وهبة الرزق والولد والزوج...الخ لمن يسأله وعلم الأجل، علما بأنه يستهزئ ويعلن بغضه لله جل وعلا.
وكذلك يقول عن المشايخ الذين يرقون المرضى من السحر بأنهم (سفهاء)، وأن العلاج بالقرآن أكبر خطأ، وأن المطر لأشكالهم نحس عليهم.. هذا ليس إلا القليل مما يظهر في هذه الحلقة، فما بالكم بالذي يبث يوميا في كل بيت من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- أمة لا إله إلا الله!!
فأطلب منكم يا من تحملون شعار التوحيد، أن تحموا عقيدتنا بمنع الدجالين من بيوت المسلمين، وإلا سيكون الكل متخبط بالسحر كافر مشرك.. فها أنتم قد علمتم، فهي حجة لكم أو عليكم إلى يوم الدين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا من قبل أن تعلم السحر والعمل به كفر على الراجح، لقول الله تعالى: واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر... [البقرة: 102].

ونبهنا إلى أنه يتعين على القنوات التي يقوم عليها المسلمون أن لا تخرج برامج عن السحر إلا مع بيان خطورته والتحذير منه، ويتعين على المشاهدين أن يحرصوا دائما على اختيار ما يشاهدونه، ويتحرزوا من الشر والفجور الذي يشاهد في القنوات.

وبينا كذلك أن العبد المسلم إذا عجز عن إنكار المنكر بيده ولسانه، فأدنى مراتب تغييره أن ينكره بقلبه. والأصل في ذلك ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. وفي رواية: وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل.

وصفة الإنكار بالقلب أن يشعر المؤمن في قلبه بكراهة هذا المنكر وبغضه له، وأن يتمنى أن لو قدر على تغييره، وأن يناله حزن وهم لعدم قدرته على تغيير هذا المنكر.

وبينا أن الإنسان إذا كان عاجزا عن تغيير المنكر إلا أنه بوسعه مفارقة المكان الذي يعصى الله فيه، فيجب عليه مفارقته ولا يكتفي في هذه الحالة بإنكار القلب فقط. وقد قال جل وعلا: وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين [الأنعام:68]، وقال تعالى: وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا [النساء:140].

فواجب كل من لا يستطيع تغيير هذا المنكر من المسلمين أن يكف نفسه وأهله عن مشاهدته والترويج له.

ثم لتعلم السائلة الكريمة أننا لا نملك صلاحية تغيير مثل هذا المنكر باليد، وكل ما نستطيعه هو التنبيه على أنه منكر، وقد فعلنا ذلك، وسنستمر في فعله دائما إن شاء الله.

وعلى كل مسلم سمع بهذا المنكر أن ينكره؛ فإن الكلمة إذا توحدت كان ذلك أدعى لبلوغ المراد منها. قال الشاعر:

فقلت ادعى وأدعو إن أندى         لصوت أن ينادي داعيان

ونسأل الله أن يوفقنا وإياك للخير ولتغيير المنكر، وأن يوفق لذلك جميع المسلمين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة