0 512

السؤال

ما أهمية علم الحاسب الآلي ومن ثم الانترنت في حياة المسلمين 2-هل بالإمكان نشر الثقافة الإسلامية من خلال الحاسوب أو الانترنت؟ 3-هل يمكن بيان الأفكار الإسلامية ومناقشة الأفكار الهدامة من خلال الانترنت؟4-هل الإنترنت بديل عن الكتب والمكتبات في أخذ المصادر؟ 5-وهل للانترنت دور في رد الهجمات التي تثار على المسلمين وعلى مقدساتهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : 1- الحاسب أو ما يسمى "الكمبيوتر" هو آخر ما توصلت إليه الثورة التقنية في العصر ‏الحديث ، وهو يعكس إمكانات الإنسان في التحكم فيما حوله من الكون في حدود ما ‏منحه الله من علم وقدرة معبرا سبحانه وتعالى عن كل ذلك بـ "التذليل" و "التسخير" . وتكمن أهمية الحاسب/ الكمبيوتر/ في نواحي عدة يستخدم فيها ، فهوالآن ‏الوسيلة الجديدة والتي لابد منها في قضايا الطباعة والتصميم والإعلان والدعاية والبحث ، ‏والدراسات ، وانتهاء بالإنترنت التي عمت العالم في العقود الثلاثة الأخيرة . وكما أن ‏‏"الحاسب" لا حدود له مرئية حتى الآن ؛ حيث إن كل يوم يشهد ميلاد أو ابتكار أو ‏اكتشاف الجديد ، فكذلك الإنترنت لا يعرف أحد نهايتها حتى الآن ، فهي تتنامى بسرعة ‏‏، وتتعاظم فوائدها إلى جانب تعاظم المخاطر الناجمة عنها . وأهم ما نود الإشارة إليه من ‏الفوائد هو أن العالم غدا بفضلها وغيرها من وسائل الاتصال قرية صغيرة حيث اختزلت ‏الزمن ، والمسافات ، ناهيك عن الثروة المعلوماتية الهائلة التي تتيحها الإنترنت في مختلف ‏الفنون والمعارف وبشتى اللغات، وهي توفر كما هائلا من الكتب التي يمكن قراءتها أو ‏الحصول عليها، فضلا عن إمكانيات البحث بسهولة عن أي معلومة تود الحصول عليها وأهم ما نود الإشارة إليه من أخطار الإنترنت هو حجم الإباحية الموجودة عليها ، ‏والوسائل التي تتيحها لتسهيل نقل المواد الإباحية عبرها أو تسهيل تسويق الدعارة، أو ما ‏يسمى الرقيق الأبيض في العالم، فضلا عن الدعاية للشذوذات الجنسية والأفكار المخالفة ‏والفرق التائهة في بحار الوهم كعبدة الشيطان والشواذ وغير ذلك . ‏2- إن الإنترنت أحدثت ثورة غير معهودة في "النشر" والإعلام حتى وقفت ‏الكثير من نظريات الإعلام والقوانين السياسية حائرة أمام هذه التقنية الجديدة التي اخترقت ‏الحجب ، وتجاوزت كل التابوهات والمحظورات ، وهذا الأمر ، دعا بعض الأنظمة ‏‎-‎‏ في ‏البداية -‎‏ إلى تقييد استعمال الإنترنت .‏ هذه الحرية الواسعة بل والمطلقة في النشر الإلكتروني لها جانبان : ‏ -الأول : حجم التحدي الذي ستفرضه الآراء المخالفة التي ستأخذ طريقها إلى ‏النشر .‏ -الثاني : المكسب الذي سيتحقق للمسلمين لتبليغ أفكارهم ومعتقداتهم ودعوتهم إلى ‏العالمين ، تحقيقا لمقاصد الدين الإسلامي وعالميته ، بأقل التكاليف .‏ ولا تنس ‏‎-‎‏ أخي الكريم ‎-‎‏ أنك بسؤالك لنا عن الحاسب والإنترنت وبجوابنا إليك ‏نسهم في نشر شيء من المعرفة الإنسانية وليس الإسلامية فقط .‏ -3- نعم يمكن ذلك ، وما تقدم يزيد الأمر توضيحا .‏ 4- لا يمكنني القول : إن الإنترنت بديل عن الكتب ، فهي ليست بديلا بالمعنى ‏الحرفي ، ولكنها سبيل جديد ومتطور للحصول على أي كتاب يمكن أن يكون محملا على ‏الإنترنت ، والإنترنت وسيلة أيضا لتسويق الكتاب حيث يمكنك شراء الكتاب الذي تريد ‏في العالم بأسره عن طريق التسوق الإلكتروني . نعم هناك حديث عن مخاوف وتكهنات ‏من مثل "نشر بلا ورق " و "الكتاب في الألفية الثالثة لا ناشر ولا ورق" وطغيان الكتاب ‏الإلكتروني ، وغير ذلك ، لكنني لا أعتقد ‏‎-‎‏ حتى الآن ‏‎-‎‏ أن ثمة خطرا على الكتاب على ‏الأقل في عالمنا العربي الذي لم تنتشر فيه الإنترنت إلى ذلك الحد الذي يخشى منه . هذا ‏ويبقى الكتاب الورقي أملك لقارئه ، وأشد إيناسا، حيث بإمكانك أن تقرأه في أي مكان ‏من العالم وعلى أي حال ، وهذا قد لا يتاح في الكتاب الإلكتروني الذي يحتاج إلى ‏شروط تقنية وموضوعية للحصول عليه . فنحن مطمئنون لفكرة أن للكتاب بريقا لا ‏يخفت . ‏5- في الآونة الأخيرة تداول الناس مصطلحات جديدة متعلقة بالإنترنت كان ‏من بينها "الحرب الإلكترونية" تقوم في جوهرها على تخريب مواقع العدو الإلكترونية ‏وبث شعارات معادية بدلا عنها . ولا تنس أن السبب الرئيس في قيام الإنترنت هو أن ‏وزارة الدفاع الأمريكية أرادت أن تسخدمها كسلاح في الحرب لتناقل المعلومات الحربية ‏وبسرية تامة .‏ والأمر الأهم من ذلك أن الإنترنت عصب الحياة المعاصرة ومن خلالها بإمكانك أن ‏تؤثر في الرأي العام وترسل الرسائل التي تريد إلى من في العالم كله فضلا عن الهيئات ‏الدولية والمؤسسات العالمية . والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات