ابذل غاية النصح عسى أن يرتدع عن الزنا

0 448

السؤال

السلام عليكمأسألكم عمن كان صديقه يزني ونهاه عن الزنا ولم ينته فهل يجوز له أن يهدده مثلا بإخبار والده بأنه يزني أو أشد من ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فعليك أن تبذل غاية النصح لهذا الشاب، وتخوفه الله تعالى، وتبين له سوء الفعلة التي يمارسها، فهي من أكبر الكبائر وأشنعها وأفحشها، لما فيها من الجمع بين انتهاك أمر الله تعالى، والاعتداء على أعراض الناس، والتخبط في مستنقعات الفجور والرذيلة التي لا يرضى بها عاقل لنفسه.
قال الله تعالى: (ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا) [الإسراء:32].
وقال تعالى: (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا) [الفرقان:68-71].
وثبت في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود أنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: "أن تجعل لله ندا وهو خلقك" قلت: ثم أي؟. قال: "أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك" قلت: ثم أي؟. قال: "أن تزاني حليلة جارك".
وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن".
إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث المحذرة من ارتكاب هذه الفاحشة، فلعلك إن بينت له ذلك يسمع نصحك، ويتوب إلى الله تعالى، ويعود إلى رشده، ويسلك سبيل المتقين.
أما إن أصر على ارتكاب الفاحشة، ولم يستمع إلى نصيحتك، فهدده أنك ستفضح أمره، وتنشره بين الناس بمن فيهم والده.
وليكن ذلك منك مجرد تهديد له، فلا تخبر أحدا بما يفعله، لأن ذلك من إشاعة الفاحشة، ولأن الستر مطلوب، خاصة إذا كان الإخبار لا يفيد إقامة حد ولا ردعا مضمونا.
وعليك أن تهجره وتقاطعه، ولا تجالسه بعد أن تعلم أن النصح غير نافع له.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة