حكم صرف الفائدة الربوية في بناء مدرسة قرآن

0 252

السؤال

كان عندي مبلغ من المال وتركته في بنك ربوي حكومي حيث لا توجد عندنا بالجزائر بنوك إسلامية مما ترتب عليه فوائد ربوية فقمت بإخراجها لأن البنك حكومي وليس خاصا ولا يمكن أن تبقى به وقد أفتاني أحد الأشخاص هنا بأنه في حكم المال الذي لا صاحب له فأضفت له مقدارا آخر من مالي اشتريت به قطعة أرض وبنيت عليها مدرسة قرآنية وهي الآن تعلم الأطفال القرآن الكريم . فهل هذا تصرف سليم؟ وإن لم يكن سليما فهل بإمكاني إخراج المال الربوي من مالي؟ وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

ففي الجواب على هذا السؤال نقطتان:

الأولى: أن هذه الفائدة الربوية لا يملكها صاحب الحساب لأنها مال محرم، وعند تعذر الرد إلى من أخذ منه كما هو الحال عند ما يكون المقرض هو البنك الربوي حكوميا كان أو خاصا؛ لأن البنك يأخذ المال من الأشخاص ليستثمره فيما يزعم، والحقيقة أنه يقترضه بفائدة، ثم يقرضه آخرين بفائدة أكثر وهكذا، فيؤول المال (الفائدة) إلى أنه مال لا يعرف صاحبه، وطريق هذا المال أن يصرف في وجوه الخير ومصالح المسلمين كمدارس القرآن ودور الأيتام ونحو ذلك، وعليه، فما قام به الأخ السائل عمل صحيح.

النقطة الثانية: أنه لا يجوز إيداع المال في بنك ربوي إلا عند الضرورة كخشية السرقة ونحوها، وإذا اضطر إلى وضع المال في بنك ربوي فيوضع في حساب جار لا فوائد تترتب عليه لأن الضرورة تقدر بقدرها.

فإذا لم يوجد إلا حساب عليه فوائد فإن هذه الفوائد تؤخذ وتصرف في وجوه الخير على التفصيل المتقدم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة