معنى قوله تعالى: (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ)

0 265

السؤال

ما معنى قول الله -تعالى-: (واقتلوهم حيث ثقفتموهم)؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقوله تعالى: واقتلوهم حيث ثقفتموهم. ورد في القرآن مرتين:

الأولى: في سورة البقرة، قال الله -تعالى-: واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين [البقرة:191].

والثانية: في سورة النساء، قال تعالى: ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كل ما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا [النساء:91].

ومعنى قوله تعالى: (حيث ثقفتموهم) أي: أين أصبتموهم من الأرض، ولقيتموهم فيها فاقتلوهم، فإن دماءهم لكم حينئذ حلال.

فأما الآية الأولى وهي آية سورة البقرة، فقال فيها أبو جعفر الطبري -رحمه الله-: اقتلوا أيها المؤمنون الذي يقاتلونكم من المشركين حيث أصبتم مقاتلتهم، وأمكنكم قتلهم، وقتالهم على هذا النحو جائز، ما داموا هم يقاتلون المسلمين. اهـ.

وأما آية سورة النساء، فنزلت في فريق من المنافقين كانوا يظهرون الإسلام لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه ليأمنوا به عندهم من القتل والسبي، وأخذ الأموال، وهم كفار يعلم ذلك منهم قومهم، وإذا لقوا قومهم كانوا معهم، وعبدوا ما يعبدون من دون الله، ليأمنوا على أنفسهم، وأموالهم، وأهليهم، ولذلك قال تعالى: كل ما ردوا إلى الفتنة أركسوا أي: كلما دعاهم قومهم إلى الشرك والكفر بالله، ارتدوا، فصاروا مشركين مثلهم.

وهذا الفريق -من المنافقين- الذين يريدون أن يأمنوكم، ويأمنوا قومهم إن لم يعتزلوكم ويستسلموا لكم ويصالحوكم، ويكفوا أيديهم عن قتالكم، فاقتلوهم أين أصبتوهم.

فآية البقرة نزلت في المشركين، وآية النساء نزلت في المنافقين. وقتال كل من الطائفتين معلق على سبب، وقد تم ذكره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات