الابتلاءات والتغيرات البيئية وراءها حكم عديدة

0 235

السؤال

الفيضانات والأمطار من الله, وقد أنعم الله علينا بمطر وفير, وحتى لا يشرك الناس بهذه النعمة للأضرار التي تعرضوا لها أريد أن أعظهم بأن هذا الأمر من الله وهو ابتلاء الآن ونعمة بعد زوال هذا الفيضان في اخضرار الأرض والزرع وغيره، ومعلوم بأن البيئة تتأثر بالآتي: فيضان (كقوم نوح)، فساد (فساد البيئة كالاحتباس الحراري وغيره)، وليس الفساد الأخلاقي، لأن الفساد الأخلاقي معنوي أما فساد البيئة فعضوي، فأرجو الإفادة؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

هذه الظواهر التي يسمونها طبيعية هي ابتلاء وامتحان من الله للعباد.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كل ما يجري في هذا الكون من أحداث... هو بقدر الله تعالى وقضائه ولحكمة أرادها -سبحانه وتعالى- فمن هذه الحكم أن الله تعالى يبتلي عباده بالنقمة حتى يصبروا فيؤجروا، كما أنه يبتليهم بالنعمة ليشكروا، كما قال الله تعالى: ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون {الأنبياء:35}، كما أن منها ما يكون للعظة والتذكير بقدرة الله عند غفلة الناس، وكذلك منها أن يكون ذلك إنذارا وتنبيها وتحذيرا من التمادي في المعاصي، أو عقوبة لهم على ما اقترفوا من السيئات، كما قال الله تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير {الشورى:30}، وقال تعالى: ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون {الروم:41}، وما يصيب المؤمن المستقيم من ذلك هو لتمحيص ذنوبه ورفع درجاته.. 

 وعلى هذا.. فما يصيب الناس من الفيضانات أو غير ذلك مما أشرت إليه ليس شرا محضا، ولكنه ينطوي على خير كثير في العاجل والآجل، وتأثر البيئة بالفيضانات أو الاحتباس الحراري لا يخرج عما ذكرنا.

واعلم أن المخالفات الشرعية هي أيضا تؤثر في البيئة كما دلت عليه الآية التي ذكرناها أخيرا، وهذه المخالفات قد تكون في العقائد أو في العبادات أو الأخلاق أو المعاملات، والخطر الأكبر ألا ينتبه الناس لهذه الظواهر والفتن ولا يتعظوا بها ويتوبوا إلى الله ويعودوا إليه.

وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 41620، 846، 76268.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات