صفحة جزء
2331 ( 313 ) من كان يأمر بتعليم المناسك

( 1 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر عام الفتح من الجعرانة ، فلما فرغ من عمرته استخلف أبا بكر على مكة وأمره أن يعلم الناس المناسك وأن يؤذن في الناس : من حج العام فهو آمن ولا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان .

( 2 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن سالم بن أبي الجعد عن ابن عباس قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليك يا غلام بني عبد المطلب فقال : وعليك ، فقال : إني رجل من أخوالك من بني سعد بن بكر وإني رسول قومي إليك ووافدهم ، وإني سائلك فمشيد مسألتي إياك ومناشدك فمشيد مناشدتي إياك قال : خذ عليك يا أخا بني سعد قال : فإنا وجدنا في كتابك وأمرتنا رسلك أن نحج البيت العتيق ، فأنشدك أهو أمرك بذلك ؟ قال نعم .

( 3 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن محارب عن [ ص: 420 ] ابن بريدة : وردنا المدينة فأتينا عبد الله بن عمر فقال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل جيد الثياب طيب الريح حسن الوجه فقال : السلام عليك يا رسول الله قال : وعليك فقال : يا رسول الله أدنو منك ؟ قال : ادن ، فقلنا : ما رأينا كاليوم قط رجلا أحسن ثوبا ولا أطيب ريحا ولا أحسن وجها ولا أشد توقيرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : يا رسول الله أدنو منك ؟ قال : نعم ، فدنا دنوه ، فقلنا مثل مقالتنا ، ثم قال له الثالثة : أدنو منك يا رسول الله ؟ قال : نعم ، حتى ألزق ركبتيه بركبة رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقال : يا رسول الله ما الإسلام ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت وتغتسل من الجنابة قال صدقت فقلنا : ما رأينا كاليوم قط رجلا ، والله لكأنه يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم .

( 4 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رجلا أتاه فقال : يا أبا عباس أبدأ بالصفا قبل المروة ، أو أبدأ بالمروة قبل الصفا ، أو أصلي قبل أن أطوف أو أطوف قبل أن أصلي ، أو أذبح قبل أن أحلق ، أو أحلق قبل أن أذبح ؟ فقال ابن عباس : خذ ذلك من قبل القرآن فإنه أجدر أن يحفظ ، قال الله تبارك وتعالى : إن الصفا والمروة من شعائر الله فالصفا قبل المروة وقال تبارك وتعالى : ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله فقال بالذبح قبل الحلق وقال تبارك وتعالى : طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود فالطواف قبل الصلاة .

( 5 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو أسامة عن زكريا بن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن علي قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزلت براءة بأربع : لا يطوف بالبيت عريان ولا يقرب المسجد مشرك بعد عامهم هذا ، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فهو إلى مدته ، ولا تدخل الجنة إلا نفس مسلمة .

( 6 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن حسين بن عقيل قال : أملى علي الضحاك مناسك الحج [ ص: 421 ]

( 7 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا علي بن هاشم عن ابن أبي ليلى عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتى جبريل إبراهيم فراح به إلى منى فصلى به الصلوات جميعا ، ثم صلى به الفجر ثم غدا به إلى عرفة فنزل به حيث ينزل الناس ، ثم صلى به الصلوات جميعا ثم أتى الموقف حتى إذا كان كأعجل ما يصلي إنسان المغرب أفاض به فأتى جمعا فصلى به الصلاتين ، ثم بات بها حتى إذا كان كأعجل ما يصلي أحد من الناس الفجر صلى به ، ثم وقف حتى إذا كان كأبطأ ما يصلي أحد من الناس الفجر أفاض به إلى منى فرمى الجمرة ، ثم ذبح وحلق ثم أفاض به ثم أوحى الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم : أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا .

( 8 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا يزيد بن هارون عن التيمي عن أبي مجلز في قوله تعالى : وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت جاءه جبريل فأراه الطواف بالبيت وأحسبه قال : والصفا والمروة ، ثم انطلقا إلى العقبة فعرض لهم الشيطان قال : فأخذ جبريل سبع حصيات وأعطى إبراهيم سبع حصيات فرمى وكبر ، وقال لإبراهيم : ارم وكبر قال : فرميا وكبرا مع كل رمية حتى أقبل الشيطان ، ثم انطلقا إلى الجمرة الوسطى فعرض لهما الشيطان فأخذ جبريل سبع حصيات وأعطى إبراهيم سبع حصيات فرميا وكبرا مع كل رمية حتى أقبل الشيطان ، ثم أتيا الجمرة القصوى قال : فعرض لهما الشيطان قال : فأخذ جبريل سبع حصيات وأعطى إبراهيم سبع حصيات وقال : ارم وكبر فرميا وكبرا مع كل رمية حتى أقبل ، ثم أتى به منى فقال : هاهنا يحلق الناس رءوسهم ثم أتى جمعا فقال : هاهنا يجمع الناس الصلاة ، ثم أتى به عرفات فقال : عرفت ؟ قال : نعم ، قال : فمن ثم سميت عرفات .

( 9 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا داود بن أبي هند عن محمد بن موسى في قوله : ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب قال : الوقوف بعرفة من شعائر الله ، والجمع من شعائر الله ، والجمار من شعائر الله ، والبدن من شعائر الله ، والحلق من شعائر الله ، فمن يعظمها فإنها من تقوى القلوب قال : في قوله لكم [ ص: 422 ] فيها منافع إلى أجل مسمى قال : لكم في كل مشعر منافع أن تخرجوا منه إلى غيره ، فالأجل المسمى الخروج منه إلى غيره ، ثم محلها إلى البيت العتيق قال : محل هذه الشعائر كلها الطواف بالبيت .

( 10 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى هو الحج كله .

( 11 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا إسماعيل بن علية عن التيمي عن أبي مجلز قال : كان مع ابن عمر فلما طلعت الشمس أمر براحلته فرحلت وارتحل من منى فسار ، قال : فإنه كان عجيبا إليه أسفهنا ، رجل كان يحدثه عن النساء ويضحكه قال : فلما صلى العصر وقف بعرفة فجعل يرفع يديه أو قال : يمد ، قال : ولا أدري لعله قد قال : دون أذنيه وجعل يقول : الله أكبر ولله الحمد الله أكبر ولله الحمد لا إله إلا الله وحده له الملك وله الحمد ، اللهم اهدني بالهدى ووفقني بالتقوى واغفر لي في الآخرة والأولى ، ثم يرد يديه فيسكت كقدر ما كان إنسان قارئا بفاتحة الكتاب ، ثم يعود فيرفع يديه ويقول مثل ذلك ، فلم يزل يفعل ذلك حتى أفاض قال : فكان سيره إذا رأى سعة العنق ، وإذا رأى مضيقا أمسك ، وإذا أتى جبلا من تلك الجبال وقف عند كل جبل منهما بقدر ما أقول أو يقول القائل يداها ولم تقف رجلاها ، ثم نزل نزلة بالطريق فانطلق واتبعته فقلت : لعله يفعل شيئا من السنة ، فقال : إنما أذهب حيث تعلم فجاء فتوضأ على رسله ثم ركب ، ولم يصل حتى أتى جمعا فأقام فصلى المغرب ثم انفتل إلينا فقال : الصلاة جامعة أو قال : أذان إلا ذلك ؟ قال : لا ، ثم صلى العشاء ركعتين فصلى خمس ركعات للمغرب والعشاء ولم يتطوع أو قال : لم يتجوز بينهما بشيء ، ثم دعا بطعام فقال : من كان يسمع صوتنا فليأتنا ، قال : كأنه يرى أن ذاك كذاك سعى ، ثم باتوا ثم صلى بنا الصبح بسور وفي السماء نجم أعرفه لا أراه ، وقرأ بعبس وتولى ولم يقنت قبل الركوع ولا بعده ، ثم وقف فذكر من دعائه في هذا الموقف كما فعل في موقفه بالأمس ، ثم أمضى سيره إذا رأى سعة العنق وإذا رأى مضيقا أمسك [ ص: 423 ] قال : وكان ابن عباس أخبرني أن الوادي الذي بين يديه منى الذي يدعى محسرا يوضع ، فلما أتى عليه ركض برجله فعرفت أنه أراد أن يوضع فأعيته راحلته فأوضعته ، فرمى الجمرة فلما كان الغد رمى الجمرة قال : أحسبه قال لي : يقال لها حرة ، ثم تقدم حتى كان بينهما وبين الوسطى فذكر من دعائه نحو ذلك في الموقفين إلا أنه زاد : وأصلح لي أو قال : وأتمم لنا مناسكنا قال : وكان قيامه كقدر ما كان إنسان فيما يرى قارئا سورة يوسف ، ثم رمى الجمرة الوسطى ، ثم تقدم فذكر من دعائه نحو ذلك من قيامه قال : فقلت لسالم أو نافع : هل كان يقول في سكوته شيئا ؟ قال : أما من السنة فلا .

( 12 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر عن أبيه قال : دخلنا على جابر بن عبد الله فقال : من القوم ؟ حتى انتهى إلي فقلت : أنا محمد بن علي بن حسين ، فأهوى بيده إلى رأسي فنزع زري الأعلى ، ثم نزع زري الأسفل ، ثم وضع كفه بين ثديي وأنا يومئذ غلام شاب فقال : مرحبا بك يا ابن أخي سل عما شئت ، فسألته وهو أعمى وجاء وقت الصلاة ، فقام في نساجة ملتحفا بها ، كلما وضعها على منكبه رجع طرفاها إليه من صغرها ، ورداؤه إلى جنبه على المشجب ، فصلى بنا فقلت : أخبرني عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بيده فعقد تسعا فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لا يحج ، ثم أذن في الناس بالحج في العاشرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج ، فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم ويعمل مثل عمله ، فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة ، فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر ، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أصنع ؟ قال : اغتسلي واستذفري بثوب وأحرمي فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ثم ركب القصواء حتى إذا استوت به ناقته على البيداء نظرت إلى مدى بصري من بين يديه من راكب وماش ، وعن يمينه مثل ذلك وعن يساره مثل ذلك ومن خلفه مثل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن وهو يعرف تأويله وما عمل به من شيء عملنا به ، فأهل بالتوحيد لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك وأهل الناس بهذا الذي يهلون به ، فلم يرد عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا منه ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبيته [ ص: 424 ]

وقال جابر : لسنا ننوي إلا الحج ، لسنا نعرف العمرة حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثلاثا ومشى أربعا ، ثم تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى فجعل المقام بينه وبين البيت فكان أبي يقول : ولا أعلمه ذكره إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين قل هو الله أحد و قل يا أيها الكافرون ثم رجع إلى الركن فاستلمه ثم خرج من الباب إلى الصفا ، فلما دنا من الصفا قرأ إن الصفا والمروة من شعائر الله أبدأ بما بدأ الله به فبدأ بالصفا فرقى عليه حتى رأى البيت ، فاستقبل البيت ووحد الله وكبره وقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله وحده ، نصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ثم دعا بين ذلك ، قال مثل ذلك ثلاث مرات ، ثم نزل إلى المروة حتى إذا انصبت قدماه إلى بطن الوادي حتى إذا صعدنا مشى ، حتى أتى المروة ففعل على المروة كما فعل على الصفا ، حتى إذا كان آخر طوافه على المروة قال : إني لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي وجعلتها عمرة ، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحلل وليجعلها عمرة فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال : يا رسول الله لعامنا هذا أو لأبد أبد فشبك رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه واحدة في الأخرى وقال : دخلت العمرة في الحج مرتين ، لا بل لأبد أبد وقدم علي من اليمن ببدن النبي صلى الله عليه وسلم فوجد فاطمة ممن حل ولبست ثيابا صبيغا واكتحلت ، فأنكر ذلك عليها فقالت : أبي أمرني بهذا ، قال : فكان علي يقول بالعراق : فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محرشا على فاطمة للذي صنعت مستفتيا لرسول الله فيما ذكرت عنه ، قال : فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها فقال : صدقت صدقت ، قال : ما قلت حين فرضت الحج ؟ قال : قلت : اللهم إني أهل بما أهل به رسولك ، قال : فإن معي الهدي فلا تحل قال : فكان جماعة الهدي الذي قدم به علي من اليمن والذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم مائة ، قال : فحل الناس كلهم وقصروا إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه هدي ، فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهلوا بالحج ، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح ، ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة ، فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية ، فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له [ ص: 425 ] بنمرة ، فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له ، فأتى بطن الوادي فخطب الناس فقال : إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ، ودماء الجاهلية موضوعة ، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل وربا أهل الجاهلية موضوع ، وأول ربا أضع ربا عباس بن عبد المطلب فإنه كله موضوع ، فاتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله ، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أن قد بلغت وأديت ونصحت ، وقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس اللهم اشهد ، اللهم اشهد ثلاث مرات ثم أذن ثم أقام الظهر والعصر ولم يصل بينهما شيئا ، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى الموقف ، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات وجعل حبل المشاة بين يديه ، واستقبل القبلة فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص ، وأردف أسامة خلفه ، ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شنق للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله ، ويقول بيده اليمنى : أيها الناس السكينة السكينة كلما أتى جبلا من الجبال أرخى لها قليلا حتى تصعد ، حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئا ، ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر ، وصلى حين تبين له الصبح بأذان وإقامة ، ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله ووحده فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا ، فدفع قبل أن تطلع الشمس وأردف الفضل بن عباس وكان رجلا حسن الشعر أبيض وسيما ، فلما دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت ظعن يجرين ، فطفق الفضل ينظر إليهن ، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وجهه ، فحول الفضل وجهه إلى الشق الآخر ينظر ، فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم يده من الشق الآخر على وجه الفضل ، يصرف وجهه من الشق الآخر ينظر ، حتى أتى بطن محسر فحرك قليلا ، ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج إلى الجمرة الكبرى ، حتى أتى الجمرة [ ص: 426 ] التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف ، رمى من بطن الوادي ثم انصرف إلى المنحر ، فنحر ثلاثا وستين بيده ، ثم أعطى عليا فنحر ما غبر منها ، وأشركه في هديه وأمر عن كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر فطبخت ، فأكلا من لحمها وشربا من مرقها ، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفاض إلى البيت فصلى بمكة الظهر ، فأتى بني عبد المطلب يسقون على زمزم فقال : انزعوا بني عبد المطلب ، فلولا أن تغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم فناولوه دلوا فشرب منه .

( 13 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن مسروق قال : أمرتم في الكتاب بإقامة أربع : بإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة وإقامة الحج ، والعمرة .

( 14 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الله بن نمير عن عبد الملك عن عطاء أنه سئل عن الدجاجة السندية يخرج بها من الحرم فقالا : لا ، هي صيد .

( 15 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو أسامة عن ابن جريج عن عطاء أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يطفن مع الرجال ، قال عطاء : وقالت امرأة لعائشة : تعالى إلى الحجر فاستلميه قالت : الفدى عنك .

التالي السابق


الخدمات العلمية