صفحة جزء
4661 ( 36 ) حدثنا محمد بن بشر حدثنا أبو حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال : أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بلحم فرفعت إليه الذراع ، وكانت تعجبه ، فنهس منها نهسة ثم قال : أنا سيد الناس يوم القيامة ، وهل تدرون بم ذاك ؟ يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد ، فليسمعهم الداعي ينفذهم البصر وتدنو الشمس ، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون ، فيقول بعض الناس لبعض : ألا ترى ما نحن فيه ألا ترون ما قد بلغكم ، ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ؟ فيقول بعض الناس لبعض : أبوكم آدم ، فيأتون فيقولون : يا آدم ، أنت أبو البشر ، خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته ، نفسي نفسي ، فاذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى نوح ، فيأتون نوحا فيقولون : يا نوح ، أنت أول الرسل إلى أهل الأرض ، وسماك الله عبدا شكورا ، اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ؛ ولن يغضب بعده مثله ، وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى إبراهيم : فيأتون إبراهيم فيقولون : يا إبراهيم ، أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض ، اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم إبراهيم : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولا يغضب بعده مثله ، وذكر كذباته نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى موسى فيأتون موسى فيقولون : يا موسى ، أنت رسول الله ، فضلك الله برسالته وبتكليمه على الناس ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم موسى : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولا يغضب بعده مثله ، وإني قتلت نفسا لم أومر بقتلها ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى [ ص: 416 ] عيسى ، فيأتون عيسى ، فيقولون : يا عيسى ، أنت رسول الله ، وكلمت الناس في المهد ؛ وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم عيسى : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولا يغضب بعده مثله ولم يذكر له ذنبا نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم فيأتوني فيقولون : يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي ، ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده ، وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد قبلي ، ثم قيل : يا محمد ، ارفع رأسك ، سل تعطه ، اشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأقول : يا رب أمتي ، يا رب أمتي ، فيقال : يا محمد ، أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ، ثم قال : والذي نفس محمد بيده ، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى .

( 37 ) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان عن سلمان قال : تعطى الشمس يوم القيامة حر عشر سنين ثم تدنو من جماجم الناس حتى تكون قاب قوسين فيغرقون حتى يرشح العرق قامة في الأرض ثم يرتفع حتى يغرغر الرجل ، قال سلمان : حتى يقول الرجل : غر غر ، فإذا رأوا ما هم فيه قال بعضهم لبعض : ألا ترون ما أنتم فيه ، ائتوا أباكم آدم فليشفع لكم إلى ربكم ، فيأتون آدم فيقولون : يا أبانا ، أنت الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسكنك جنته ، قم فاشفع لنا إلى ربنا فقد ترى ما نحن فيه ، فيقول : لست ولست بذاك ؛ فأين الفعلة ، فيقولون : إلى من تأمرنا ؟ فيقول : ائتوا عبدا جعله الله شاكرا ، فيأتون نوحا فيقولون : يا نبي الله ، أنت الذي جعلك الله شاكرا ؛ وقد ترى ما نحن فيه فاشفع لنا إلى ربك ، فيقول : لست هناك ولست بذاك ، فأين الفعلة ؟ فيقولون إلى من تأمرنا ؟ فيقول : ائتوا خليل الرحمن إبراهيم ، فيأتون إبراهيم فيقولون : يا خليل [ ص: 417 ] الرحمن ، قد ترى ما نحن فيه فاشفع لنا إلى ربك ، فيقول : لست هناك ولست بذاك ، فأين الفعلة ؟ فيقولون : إلى من تأمرنا ؟ فيقول : ائتوا كلمة الله وروحه عيسى ابن مريم ، فيأتون عيسى فيقولون : يا كلمة الله وروحه ، قد ترى ما نحن فيه ، فاشفع لنا إلى ربنا ، فيقول : لست هناك ولست بذاك ، فأين الفعلة ؟ فيقولون : إلى من تأمرنا ؟ فيقول : ائتوا عبدا فتح الله به وختم ، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، ونحن في هذا اليوم أمناء ، فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقولون : يا نبي الله فتح الله بك وختم ، وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، وجئت في هذا اليوم آمنا ، وقد ترى ما نحن فيه فاشفع لنا إلى ربنا ، فيقول : أنا صاحبكم ، فيخرج من بين الناس حتى ينتهي إلى باب الجنة ، فيأخذ بحلقة في الباب من ذهب ، فيقرع الباب فيقال : من هذا ؟ فيقول : محمد ، قال : فيفتح له فيجيء حتى يقوم بين يدي الله فيستأذن في السجود فيؤذن له ، فيسجد فينادي : يا محمد ، ارفع رأسك ، سل تعطه واشفع تشفع وادع تجب ، قال : فيفتح الله عليه من الثناء والتحميد والتمجيد ما لم يفتح لأحد من الخلائق ، قال : فيقول : رب أمتي أمتي ، ثم يستأذن في السجود فيؤذن له فيسجد فيفتح الله عليه من الثناء والتحميد والتمجيد ما لم يفتح لأحد من الخلائق ، وينادي : يا محمد ، ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع وادع تجب ، فيرفع رأسه ويقول : يا رب ، أمتي أمتي مرتين أو ثلاثا ، قال سلمان : فيشفع في كل من كان في قلبه مثقال حبة من حنطة من إيمان أو مثقال شعيرة من إيمان أو مثقال حبة خردل من إيمان ، فذلكم المقام المحمود .

( 38 ) حدثنا يحيى بن آدم ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن غالب عن حذيفة قال : سيد ولد آدم يوم القيامة محمد صلى الله عليه وسلم .

( 39 ) حدثنا محمد بن بشر ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون : لو استشفعنا إلى ربنا ويلهمون ذلك فأراحنا من مكاننا هذا ، فيأتون فيقولون له : يا آدم ، أنت أبو البشر ، وخلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وعلمك أسماء كل شيء ، فاشفع لنا إلى ربنا يرحنا من مكاننا هذا ، قال : لست هناكم ، ويشكو إليهم أو يذكر خطيئته التي أصاب ، فيستحي ربه ، ولكن ائتوا نوحا فإنه أول رسول أرسل إلى أهل الأرض ، فيأتون نوحا فيقول : [ ص: 418 ] لست هناكم ، ويذكر سؤاله ربه ما ليس له به علم ، فيستحي ربه ، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن فيأتونه فيقول : لست هناكم ، ولكن ائتوا موسى عبدا كلمه الله وأعطاه التوراة ، فيأتونه فيقول : لست هناكم ، ويذكر لهم قتل النفس بغير نفس فيستحي ربه من ذلك ، ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمة الله وروحه ؛ فيأتون عيسى فيقول : لست لذلكم ولست هناكم ، ولكن ائتوا محمدا عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فيأتوني قال : الحسن : قال فأنطلق فأمشي بين سماطين من المؤمنين ، انقطع قول الحسن ، فأستأذن على ربي فيؤذن لي ، فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني فيقال : أو يقول : ارفع رأسك قل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأحمده تحميدا يعلمنيه فأشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ، ثم أعود إليه ثانية ، فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقول مثل قوله الأول : قل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأحمده تحميدا يعلمنيه فأشفع فيحد لي حدا ، فأدخلهم الجنة ، ثم أعود إليه ثالثة ، فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني فيقال : سل تعطه واشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأحمده تحميدا يعلمنيه فأشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ، ثم أعود إليه في الرابعة فأقول : يا رب ، ما بقي إلا من حبسه القرآن .

( 40 ) حدثنا مالك بن إسماعيل ثنا يعقوب بن عبد الله القمي عن حفص بن حميد عن عكرمة عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني ممسك بحجزكم هلموا عن النار ، وتغلبوني تقاحمون فيها تقاحم الفراش والجنادب ، وأوشك أن أرسل حجزكم وأفرط لكم عن أو على الحوض ، وتردون علي معا أو أشتاتا .

( 41 ) حدثنا عمر بن سعد أبو داود الحضري عن شريك عن الركين عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني تارك فيكم الخليفتين من بعدي : كتاب الله وعترتي ، أهل بيتي ، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض .

( 42 ) حدثنا يعلى بن عبيد عن أبي حيان عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال : [ ص: 419 ] بعث إلي عبيد الله بن زياد فأتيته فقال : ما أحاديث تحدث بها بلغتنا وترويها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسمعها في كتاب له وتحدث أن له حوضا ، فقال : قد حدثنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعدناه .

( 43 ) حدثنا محمد بن بشر ثنا زكريا عن عطية عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن لي حوضا طوله ما بين الكعبة إلى بيت المقدس أبيض مثل اللبن ، وآنيته مثل عدد نجوم السماء ، وإني أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة .

( 44 ) حدثنا الفضل بن دكين عن سفيان عن أبي حصين عن الشعبي عن عاصم العدوي عن كعب بن عجرة قال : خرج إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن جلوس على وسادة من أدم ، فقال : إنه سيكون أمراء فمن دخل عليهم يصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ، وليس يرد علي الحوض ، ومن لم يصدقهم بكذبهم ويعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه ، وهو وارد علي الحوض .

( 45 ) حدثنا محمد بن بشر ثنا زكريا ثنا عطية العوفي أن أبا سعيد الخدري حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كل نبي قد أعطي عطية فتنجزها وإني أختبأت عطيتي لشفاعة أمتي .

( 46 ) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يدعى نوح يوم القيامة فيقال : هل بلغت ؟ فيقول : نعم ، فيدعى قومه فيقال : هل بلغكم ؟ فيقولون : ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد ، قال ، فيقال لنوح : من يشهد لك ؟ فيقول : محمد وأمته ، قال : فذلك قوله وكذلك جعلناكم أمة وسطا قال : الوسط العدل قال : فيدعون فيشهدون له بالبلاغ ، قال : ثم أشهد عليكم بعد .

( 47 ) حدثنا علي بن حفص عن المسعودي عن عاصم عن أبي وائل قال : قال عبد الله : إن الله اتخذ إبراهيم خليلا ، وإن صاحبكم خليل الله وإن محمدا أكرم الخلق على الله ، ثم قرأ عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا [ ص: 420 ]

( 48 ) حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله : ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلى قوله فإذا هم قيام ينظرون فأكون أول من رفع رأسه ، فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش ، فلا أدري أرفع رأسه قبل أو كان ممن استثنى الله .

( 49 ) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن طلحة مولى قرظة عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أنتم بجزء من مائة ألف جزء ممن يرد علي الحوض ؛ قلنا لزيد : كم كنتم يومئذ ؟ قال : ما بين الست مائة والسبع مائة .

( 50 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زر عن حذيفة قال : الحوض أبيض من اللبن وأحلى من العسل وأبرد من الثلج وأطيب ريحا من المسك ، آنيته عدد نجوم السماء ، ما بين أيلة وصنعاء ، من شرب منه لم يظمأ بعد ذلك أبدا .

( 51 ) حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون يقال : ممن هذا الرجل ؟ فيقول : من العرب ، فيقال : من أي العرب ؟ فيقول : من قريش ، ورفعنا لك ذكرك لا أذكر إلا ذكرت " أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله " .

( 52 ) حدثنا شريك بن عبد الله عن ابن شبرمة عن الحسن في قوله ألم نشرح لك صدرك أي ملئ حكما وعلما ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك قال : ما أثقل الحمل ؛ الظهر ورفعنا لك ذكرك بلى لا يذكر إلا ذكرت معه .

التالي السابق


الخدمات العلمية