صفحة جزء
5018 ( 35 ) كلام ربيع بن خثيم .

( 1 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى قال : كان الربيع بن خثيم إذا مر بالمجلس يقول : قولوا خيرا وافعلوا خيرا ودوموا على صالحة ، ولا تقس قلوبكم ولا يتطاول عليكم الأمد ولا تكونوا كالذين قالوا : سمعنا وهم لا يسمعون .

( 2 ) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى قال : كان الربيع إذا قيل له : كيف أصبحت ؟ يقول : أصبحنا ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا .

( 3 ) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى عن ربيع قال : ما أحب مناشدة العبد لربه يقول : رب قضيت على نفسك الرحمة ، قضيت على نفسك كذا ، يستبطئ ، وما رأيت أحدا يقول : رب قد أديت ما علي فأد ما عليك .

( 4 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى عن ربيع بن خثيم قال : ما غائب ينتظره المؤمن خير من الموت .

( 5 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن منذر عن الربيع بن خيثم أنه أوصى عند [ ص: 208 ] موته فقال : هذا ما أقر به الربيع بن خثيم على نفسه وأشهد الله عليه وكفى بالله شهيدا ، وجازيا لعباده الصالحين ومثيبا إني رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ، ورضيت لنفسي ولمن أطاعني أن أعبده في العابدين وأن أحمده في الحامدين وأن أنصح لجماعة المسلمين .

( 6 ) حدثنا محمد بن فضيل عن أبي حيان عن أبيه قال : ما سمعت الربيع بن خثيم يذكر شيئا من أمر الدنيا إلا أني سمعته يقول مرة : كم بنيتم مسجدا .

( 7 ) حدثنا أبو أسامة قال : حدثنا سفيان الثوري عن أبيه عن بكر بن ماعز قال : قال الربيع بن خثيم : يا بكر ، اخزن عليك لسانك إلا مما لك ولا عليك ، فإني اتهمت الناس على ديني ، أطع الله فيما علمت ، وما استؤثر به عليك فكله إلى عالمه ، لأنا عليكم في العمد أخوف مني عليكم في الخطأ ، ما خيركم اليوم بخيره ، ولكنه خير من آخر شر منه ، ما تتبعون الخير كل اتباعه ، ولا تفرون من الشر حق فراره ، ما كل ما أنزل الله على محمد أدركتم ، ولا كل ما تقرءون تدرون ما هو ؟ السرائر اللاتي يخفين على الناس هن لله بواد ، ابتغوا دواءها ، ثم يقول لنفسه : وما دواؤها ؟ أن تتوب ثم لا تعود .

( 8 ) حدثنا محمد بن فضيل عن محمد بن عجلان عن نسير مولى الربيع قال : كان الربيع يصلي ليلة فمر بهذه الآية أم حسب الذين اجترحوا السيئات فرددها حتى أصبح .

( 9 ) حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن إبراهيم قال : كان الربيع يأتي علقمة وكان في مسجده طريق ، وإلى جنبه نساء كن يمررن في المسجد ، فلا يقول كذا وكذا .

( 10 ) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي رزين عن الربيع بن خثيم وإذا لا تمتعون إلا قليلا ، قال : القليل ما بينهم وبين الأجل .

( 11 ) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي رزين عن ربيع بن خثيم بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته قال : ماتوا على كفرهم ، وربما قال : ماتوا على المعصية [ ص: 209 ]

( 12 ) حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن منذر عن ربيع بن خثيم أنه كان يكنس الحش بنفسه ، قال : فقيل له : إنك تكفي هذا ، قال : إني أحب أن آخذ بنصيبي من المهنة .

( 13 ) حدثنا حفص عن أشعث عن ابن سيرين عن الربيع بن خثيم قال : أقلوا الكلام إلا بتسع : تسبيح وتهليل وتكبير وتحميد وسؤالك الخير وتعوذك من الشر وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر وقراءة القرآن .

( 14 ) حدثنا وكيع عن الأعمش عن منذر عن الربيع أنه قال لأهله : اصنعوا لي خبيصا ، فصنع فدعا رجلا به خبل فجعل ربيع يلقمه ولعابه يسيل ، فلما أكل وخرج قال له أهله : تكلفنا وصنعنا ثم أطعمته ما يدري هذا ما أكل ، قالالربيع : لكن الله يدري .

( 15 ) حدثنا وكيع قال : حدثنا مالك بن مغول عن الشعبي قال : ما جلس الربيع بن خثيم في مجلس منذ تأزر بإزار ، قال : أخاف أن يظلم رجل فلا أنصره ، أو يفتري رجل على رجل فأكلف عليه الشهادة ، ولا أغض البصر ولا أهدي السبيل أو تقع الحامل فلا أحمل عليها .

( 16 ) حدثنا خلف بن خليفة عن سيار عن أبي وائل قال : انطلقت أنا وأخي إلى الربيع بن خثيم ، فإذا هو جالس في المسجد فقال : ما جاء بكم ؟ قالوا : جئنا لتذكر الله فنذكره معك ، وتحمد الله فنحمده معك ، فرفع يديه فقال : الحمد لله الذي لم تقولا : جئنا لتشرب فنشرب معك ، ولا جئنا لتزني فنزني معك .

( 17 ) حدثنا محمد بن فضيل عن حصين قال : حدثني من سمع الربيع يقول : عجبا لملك الموت وإتيانه ثلاثة : ملك ممتنع في حصونه فيأتيه فينزع نفسه ويدع ملكه خلفه ، وطبيب نحرير يداوي الناس فيأتيه فينزع نفسه ، ومسكين منبوذ في الطريق يقذره الناس أن يدنو منه ، ولا يقذره ملك الموت أن يأتيه فينزع نفسه .

( 18 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن رجل عن ربيع بن خثيم أنه سرقت له فرس من الليل وهو يصلي قيمته ثلاثون ألفا فلم ينصرف ، فأصبح فحمل على مهرها ثم أصبح فقال : اللهم سرقني ولم أكن أسرقه ، قال : وكان ربيع يجهر بالقراءة فإذا سمع وقعا خافت [ ص: 210 ]

( 19 ) حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن عبد الملك بن عمير قال للربيع : ألا ندعو لك طبيبا ؟ فقال : أنظروني ، ثم تفكر فقال : وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا ، فذكر من حرصهم على الدنيا ورغبتهم فيها ، قال : فقد كانت فيهم أطباء ، فلا المداوي بقي ولا المداوى ، هلك الناعت والمنعوت له ، والله لا تدعون لي طبيبا .

( 20 ) حدثنا عبيدة بن حميد عن داود عن الشعبي قال : دخلنا على ربيع بن خثيم فدعا بهذه الدعوات : اللهم لك الحمد كله وإليك يرجع الأمر كله ، وأنت إله الخلق كله ، بيدك الخير كله ، نسألك من الخير كله ، ونعوذ بك من الشر كله .

( 21 ) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن سرية الربيع قالت : لما حضر الربيع بكت ابنته فقال : يا بنية ، لم تبكين ؟ قولي ما يسرني : لقي أبي الخير .

( 22 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن إبراهيم التيمي قال : حدثني من صحب ربيع بن خثيم عشرين سنة ما سمع كلمة تعاب .

( 23 ) حدثنا محمد بن فضيل عن سالم عن منذر عن الربيع بن خثيم في قوله : فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم قال : مدخورة وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم قال : عنده وتصلية جحيم قال : مدخورة له .

( 24 ) حدثنا ابن فضيل عن ابن عجلان عن نسير أبي طعمة قال : كان الربيع إذا جاءه سائل قال : أطعموا هذا السائل سكرا فإن الربيع يحب السكر .

( 25 ) حدثنا معاوية بن هشام قال : حدثنا سفيان عن رجل عن ربيع بن خثيم قوله : يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم قال : الجهل .

التالي السابق


الخدمات العلمية